الخميس, 21 أغسطس 2025 08:16 PM

من الأهازيج إلى السيمفونيات: 14 عاماً من أناشيد الثورة السورية

من الأهازيج إلى السيمفونيات: 14 عاماً من أناشيد الثورة السورية

دمشق-سانا: منذ انطلاق شرارة الثورة في آذار 2011، لم يكن لدى الشباب السوري المتظاهر في الساحات والميادين سوى تصورات بسيطة عن الهتافات المستوحاة من الربيع العربي، وعلى رأسها شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".

لكن مع تصاعد وتيرة المظاهرات وتزايد عنف قوات النظام، لم يعد هذا الشعار كافياً للتعبير عن آلام شعب عانى طويلاً. فاستلهم السوريون تراثهم وأغاني الأجداد، ليظهر جيل جديد من الأهازيج الثورية التي أبهرت العالم بجرأتها وجمالها.

انطلقت الشرارة الأولى من درعا، مهد الثورة، حيث برزت الجوفية الحورانية، وهي عبارة عن مقاطع شعرية شعبية تُؤدى بشكل جماعي دون موسيقى، تجسد التضامن وتحشد الجماهير. من أشهر هذه الجوفيات: "حوران يا برق لاعج يوم الغضب.. وتسابقت يوم المنايا أشبالها".

وكما أنجبت الثورة أبطالها، فقد أنجبت أيضاً مغنيها ومنشديها. من درعا، لمع اسم المطرب الشعبي أحمد القسيم، الذي تحول إلى منشد للثورة، وأصبحت أغنيته "عيني عليها" مرثاة لما حل بالشعب السوري. كما لا ننسى أنشودته "ارفع راسك فوق أنت سوري حر" التي غناها قبل 13 عاماً وغدت نشيداً للثورة.

ومن أناشيد درعا أيضاً، أهزوجة "داعل يا أمّ الأحرار" التي قدمها المنشد قاسم الجاموس، الذي قضى في حادث سير مؤسف.

وفي السويداء، قدم الفنان سميح شقير أغنية "يا حيف" التي كانت أول عمل فني يتصدى لبطش النظام.

ومن غوطة دمشق، برز أبو ماهر الصالح، الذي استلهم تراث العراضات في المظاهرات، وغنى ارتجالاً خلال تشييع شهيد: "ربي يرحم شهدانا ويجازي كل من عادانا".

وفي دوما، سطع نجم المنشد موفق أبو عماد، الذي ركز على مواجهة الظلم ونبذ الطائفية.

ومن حمص، عاصمة الثورة، يطل الشهيد عبد الباسط الساروت، حارس الثورة السورية وبلبلها، الذي هجر كرة القدم ليقف بجانب شعبه، وغنى "جنة جنة" مع الفنانة فدوى سليمان.

كما غنى الساروت "يا يمه" التي تحكي عن الشاب الذي يحملونه إلى أمه شهيداً.

وفي حماة، قدم إبراهيم القاشوش، عامل الإطفاء والمنشد، هتاف "يلا ارحل يا بشار"، الذي ألهم الموسيقار مالك جندلي لتخليده في سيمفونية.

وفي حلب، برز المنشد أبو الجود، الذي قاد المظاهرات بأهازيج ثورية مستوحاة من القدود الحلبية، كما قدم أغاني تدعو المهاجرين للعودة.

وفي إدلب، ظهر منشد لقب نفسه بقاشوش جرجناز، واسمه الحقيقي رائد الحامض، الذي استشهد شقيقاه على يد النظام.

وفي المهجر، صُدم الموسيقيون برد فعل النظام، فخصص وصفي المعصراني جل نتاجه الفني لدعم الثورة، وقدم أغنية "سكابا يا دموع العين سكابا على سوريا وشبابها".

كما أنتج الفنان خاطر ضوا ألبومات كاملة لدعم الحراك الشعبي، وظهر فيه تأثره بالمنشدين الشعبيين.

ومن مغني المهجر أيضاً يحيى حوّا، الذي قدم أناشيد حزينة مثل "ياسمين الشام"، وأخرى تعبر عن التحدي مثل "سقطت جدران الخوف".

هذا غيض من فيض أغاني الثورة التي عبرت عن تطلع الشعب للحرية ورفضه للاستبداد.

مشاركة المقال: