حوّل مرعي السعيد، شاب ثلاثيني من مدينة الرقة، حلمه إلى واقع ملموس عبر تأسيس معمل متخصص في إنتاج المؤن الشتوية. يشمل إنتاجه دبس البندورة، دبس الفليفلة، وأنواع مختلفة من الزيتون والمخللات، والتي لاقت رواجًا كبيرًا في الأسواق المحلية والمطاعم، وامتدت إلى مدن سورية أخرى.
بدأ السعيد مشروعه من منزله بجهود ذاتية بالتعاون مع زوجته، وعلى نطاق محدود. لكن الإقبال المتزايد على منتجاته دفعه إلى التوسع وإنشاء معمل صغير. اليوم، يقدم المعمل منتجات متنوعة وعالية الجودة، مما عزز ثقة المستهلكين به.
يعتمد المشروع على استغلال الموارد المحلية، حيث يتم شراء الخضار الطازجة من سوق الهال في الرقة، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويساهم في دعم صغار المزارعين والتجار. بالإضافة إلى ذلك، وفر السعيد فرص عمل لأكثر من 20 امرأة من أبناء المدينة، مما يجعل مشروعه نموذجًا يحتذى به في تمكين المرأة اقتصاديًا من خلال إشراكها في مراحل الإنتاج المختلفة.
يؤكد السعيد أن البداية كانت مليئة بالتحديات، لكنه يعتبر التخطيط والإصرار أساس نجاحه، ويضيف: "نحن نركز على جودة وسلامة المنتج، وهذا ما ساعدنا على كسب ثقة العملاء والتوسع في الأسواق." كما يشدد على أن قيمة المشروع تتجاوز المكسب المادي ليشمل الأثر الاجتماعي الإيجابي، خاصة في تحسين مستوى معيشة النساء العاملات معه.
يطمح السعيد إلى توسيع نطاق عمله بإضافة أنواع جديدة من المؤن الشتوية وتطوير أساليب التعبئة والتغليف، بهدف الوصول إلى الأسواق الخارجية، مع الحفاظ على الجودة العالية التي تميز منتجاته. وناشد الجهات المعنية بتقديم الدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير تسهيلات مالية وفنية، مؤكدًا أن هذا الدعم يمثل أساسًا قويًا لإنعاش الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل مستدامة.
تعتبر قصة مرعي السعيد مثالًا ملهمًا على قدرة الشباب على تحقيق النجاح رغم الصعوبات، وتحويل الأفكار البسيطة إلى مشاريع ذات عائد اقتصادي واجتماعي ملموس.