السبت, 11 أكتوبر 2025 06:17 PM

من المجد إلى الهجرة غير الشرعية: مأساة الرياضيين التونسيين ومستقبل الرياضة في تونس

من المجد إلى الهجرة غير الشرعية: مأساة الرياضيين التونسيين ومستقبل الرياضة في تونس

في تونس، حيث أصبحت الهجرة حلماً يراود الشباب، لم يعد الأمر مقتصراً على العاطلين عن العمل، بل امتد ليشمل الرياضيين من لاعبين وعدائين ومصارعين وحتى حراس مرمى رفعوا راية تونس في المحافل الدولية.

حادثة هروب لاعبة المنتخب التونسي في رفع الأثقال، غفران بلخير، من معسكر تدريبي في أوسلو إلى ألمانيا، أعادت النقاش حول هجرة الرياضيين أو ما يعرف بـ "الحرقة".

والد غفران، البطلة العالمية، صرح لوسائل الإعلام المحلية بأن ظروفها الصعبة دفعتها للهجرة، مشيراً إلى أن منحتها الشهرية كانت لا تتجاوز 100 دولار رغم تمثيلها تونس في المحافل الدولية.

يذكر أن غفران بلخير حائزة على الميدالية الذهبية في وزن 55 كلغ في بطولة العالم لرفع الأثقال 2021 والميدالية الذهبية في وزن 58 كلغ في الألعاب الأولمبية الصيفية للشباب 2018.

قصة غفران ليست فريدة، بل تشبه قصص العديد من الرياضيين التونسيين الذين هربوا من معسكرات تدريب أو هاجروا بطرق غير شرعية، تاركين وراءهم مسيرة رياضية واعدة.

الكاتب الصحافي الرياضي عبد السلام ضيف الله أكد أن "حرقة" الرياضيين لم تعد مستغربة، معتبراً إياها صرخة ضد التهميش وضعف الإمكانات.

في تونس، تحظى كرة القدم بالشعبية الأكبر، بينما تعاني الرياضات الفردية من التهميش والإهمال.

ويرى ضيف الله أن رياضيي النخبة يعانون من تحقير رسمي لإنجازاتهم، وأنهم ضحايا إدارة سيئة لم تفهم أن التفوق الرياضي يحتاج إلى معاملة خاصة وتقدير أكبر.

المسؤول الرياضي السابق حسن العبيدي أوضح أن ظروف الرياضيين صعبة، وأنهم في السابق كانوا يحظون برعاية كاملة، بينما اليوم يضطر البعض لشراء احتياجاتهم الخاصة.

حادثة بلخير تفتح نقاشاً حول النموذج الرياضي التونسي وهيكلته، حيث تعاني الرياضات الفردية من ضعف الاعتمادات مقارنة بالرياضات الجماعية.

ويشدد ضيف الله على ضرورة وجود إدارة قوية تستفيد من إمكانات الدولة وتنفتح على القطاع الخاص لضمان الدعم المالي، مع الحاجة إلى تغيير جذري في إدارة رياضة النخبة.

مشاركة المقال: