الخميس, 27 نوفمبر 2025 07:40 PM

من حلب إلى دمشق: كيف أسقطت معركة "ردع العدوان" نظام الأسد

من حلب إلى دمشق: كيف أسقطت معركة "ردع العدوان" نظام الأسد

دمشق-سانا: في فجر يوم 27 تشرين الثاني 2024، انطلقت معركة "ردع العدوان"، محققة انتصاراً تاريخياً أدى إلى سقوط نظام الأسد، وفتح الباب أمام مستقبل جديد طالما حلم به الشعب السوري منذ بداية ثورته في آذار 2011، والتي قدم من أجلها ما يقرب من مليون شهيد، قضوا نتيجة القصف والتعذيب في المعتقلات، بالإضافة إلى ملايين المهجرين واللاجئين.

المعركة التي استمرت 12 يوماً بدأت بشكل مفاجئ، في وقت كان النظام يكثف قصفه على الشمال المحرر، وسط أجواء دولية بدت وكأنها تساعد في إعادة تعويمه. لكن الإعداد للمعركة استمر لسنوات، حيث أكد الرئيس أحمد الشرع (قائد معركة التحرير) أن التحضير استغرق خمس سنوات في إدلب، تم خلالها توحيد الفصائل واستيعاب القوى المختلفة. وأشار إلى أن النظام كان لديه معلومات عن التحضير للمعركة وجند كل إمكانياته، والبعض نصح بعدم فتح المعركة لتجنب تكرار مشاهد غزة في إدلب، إلا أنه قرر بدء المعركة تحت شعار: "نصرٌ لا ثأر فيه".

توالت الانتصارات، وانهارت قوات الأسد والميليشيات الداعمة له بشكل متسارع، لتعيد "ردع العدوان" ترتيب المشهد الوطني، ويعلن الشعب السوري فجر الثامن من كانون الأول خلاصه من النظام، وأن إرادته الحرة هي التي ستكتب مستقبل سوريا الجديدة.

ولأن الانتصار لم يأتِ فجأة، فإن استعادة تفاصيله تتطلب العودة خطوة بخطوة، منذ تحرير حلب وحتى لحظة دخول دمشق لتثبيت واقع جديد أنهى حكم عائلة الأسد الذي استمر 54 عاماً.

تحرير حلب… الشرارة الأولى نحو دمشق

بعد ظهر الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024، أعلن القيادي في إدارة العمليات العسكرية حسن عبد الغني إطلاق عملية "ردع العدوان" رداً على استهداف النظام المتواصل للمدنيين العزل بالقذائف والصواريخ والطائرات الانتحارية، وما أسفر عنه من مآسٍ مروعة وتعطيلٍ للحياة، مؤكداً أنّ المعركة ليست خياراً بل واجب لحماية الأهالي.

بدأت المعارك في ريف حلب الغربي، وتمكن الثوار خلال ساعات من تحرير العديد من القرى رغم الاشتباكات العنيفة مع قوات النظام:

  • الساعة 15:00: تحرير قرى وبلدات الشيخ عقيل وبالا، وحيردركل وقبتان الجبل والسلوم وجمعية المعري والقائمة وحور.
  • الساعة 19:00: تحرير بلدة عنجارة والفوج 46 وأورم الصغرى والهوتة وجمعية السعدية وعاجل.

الخميس 28 تشرين الثاني 2024، تحرر ريف حلب الغربي بالكامل والعديد من القرى بريف المدينة الجنوبي وريف إدلب الشرقي:

  • الساعة 07:00: تحرير بلدة أرناز وكفربسين.
  • الساعة 11:00: تحرير بلدات خان طومان وجب كاس والطلحية وتل الكراتين والبوابية وأبو قنصة وزيتان والصالحية.
  • الساعة 12:00: تحرير بلدة كفرناها.
  • الساعة 14:00: تحرير بلدة ياقد العدس وريف المهندسين الأول.
  • الساعة 15:00: تحرير بلدة الزربة وعقدة عالم السحر وتلة الراقم.
  • الساعة 21:00: تحرير بلدة كفر حلب.
  • الساعة 02:00: تحرير بلدات ميزناز وكفر داعل والبلقوم وبابيص وبشقاتين وباشنطرة والمسئولية والأربيخ، ليُعلن تحرير ريف حلب الغربي بالكامل.
  • الساعة 16:00: تحرير بلدة كفر بطيخ بريف إدلب الشرقي.
  • الساعة 14:00: تحرير قرى شغيدلة والسابقية وسد شغيدلة وبلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي.
  • الساعة 15:30: تحرير تلحدية وخان السبل والترنبة في ريف إدلب الشرقي.
  • الساعة 19:00: تحرير تل مرديخ بريف إدلب الشرقي، ورسم صهريج ورسم العيس بريف حلب الجنوبي.
  • الساعة 20:00: تحرير سراقب بريف إدلب الشرقي.

وفي تمام الساعة 11:59 دقيقة، أعلنت إدارة العمليات العسكرية تحرير مدينة حلب بالكامل.

تحرير حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد، بعد يوم واحد من بدء "ردع العدوان" كان لحظة حاسمة في المعركة، فإلى جانب انهيار قوات النظام والانشقاقات الواسعة في صفوفها، شكل الفرح الشعبي بتحريرها رسالة لباقي المناطق بأن قوات "ردع العدوان" ستؤمن الأهالي على اختلاف مشاربهم في بيوتهم وأرزاقهم، ما أسقط كل المخاوف التي عمل النظام على زرعها لسنوات في قلوب السوريين.

كان تحرير حلب بمثابة إعلانٍ واضح أن السوريين باتوا يمسكون بزمام المبادرة، وبالفعل تحركت القوات سريعاً لتأمين كامل الشمال، وأصبحت إعزاز ومارع مركزاً لوجستياً لاستكمال المعركة، وبالتوازي تمت إعادة ترتيب ريف إدلب ليكون قلباً واحداً في هذه المعركة، فيما شكلت منبج والباب وجرابلس بريف حلب خط الإمداد المستقر لإتمام مسيرة التحرير.

يوم الجمعة 29 تشرين الثاني، عملت قوات "ردع العدوان" على نزع الألغام من ريف حلب الغربي لتأمين عودة عشرات الآلاف من العائلات إلى منازلهم التي هجرهم منها النظام لسنوات، كما عملت على إبعاد نيران مدفعية النظام وتأمين الحماية للأهالي في عدد من المناطق المحاذية للجبهات.

يوم السبت 30 تشرين الثاني:

  • الساعة 11:40: تحرير 43 قرية وبلدة منها جرجناز وتلمنس وأبو الضهور في الريف الجنوبي والشرقي لإدلب، وعندان وكفرحمرة وحريتان وحيان في ريف حلب الشمالي.
  • الساعة 12:00: بدء عملية دخول معرة النعمان في إدلب.
  • الساعة 14:00: تحرير معرة النعمان.
  • الساعة 15:20: تحرير كفر نبل في إدلب.
  • الساعة 16:00: تحرير خان شيخون في إدلب.
  • الساعة 16:40: تحرير 25 قرية وبلدة بريفي إدلب الجنوبي والشرقي.

يوم الأحد 1 كانون الأول:

  • الساعة 10:30: تحرير بلدة خناصر، والسيطرة على أوتستراد خناصر حلب.
  • الساعة 11:00: السيطرة على كلية مدفعية الميدان والأكاديمية العسكرية.
  • الساعة 13:30: تحرير السفيرة والعدنانية وجبل عزان جنوب شرق حلب.
  • الساعة 14:00: تحرير معان والكبارية وكوكب شمالي حماة، والسيطرة على جبل شحشبو في شمالها الغربي.
  • الساعة 17:00: تحرير قرى الطليسية والشعثة والفان الشمالي وتلة الراي وطيبة الاسم في ريف حماة الشمالي.

يوم الإثنين 2 كانون الأول:

  • الساعة 9:00: تحرير قريتي أم حوش والوحشية بمنطقة إعزاز بحلب، وقرى أم العمد وتل رحال والجوية والشيخ والحسامية بريف حلب.
  • الساعة 10:20: تحرير قرى جيجان وتل جيجان وحليصة بريف حلب الشمالي.
  • الساعة 11:00: تحرير قرية إحرص وتل قراح وتل حاصل بحلب.
  • الساعة 3:00: تحرير قرية قصر أبو سمرة بريف حماة الشمالي الشرقي.
  • الساعة 3:40: تحرير مدينة كرناز في ريف حماة الشمالي.
  • الساعة 8:00: تحرير مدينة قلعة المضيق وقرى عدة في سهل الغاب شمال غربي حماة.

بتحرير هذه الجبهات من قوات النظام، تم إغلاق جميع المنافذ أمام أي التفاف أو هجوم معاكس، وأصبحت الجبهة الشمالية قاعدة آمنة للتوسع نحو الوسط والجنوب، لتعلن إدارة العمليات العسكرية تأمين مدينة حلب بالكامل والتوجه نحو حماة.

يوم الثلاثاء 3 كانون الأول:

  • الساعة 07:00: تحرير مدن صوران وطيبة الإمام وحلفايا ومعردس بريف حماة الشمالي.
  • الساعة 17:00: تحرير 13 قرية أهمها الرهجان ومعرشحور بريف حماة الشرقي.
  • الساعة 23:11: تحرير مدينة السفيرة بريف حلب الجنوبي.

يوم الأربعاء 4 كانون الأول:

  • الساعة 5:00: تحرير الفرقة 25 مدرسة المجنزرات، وقرى المباركات ورسم البغل وعويجة والعيور وكاسون الجبل في ريف حماة الشرقي.
  • الساعة 15:00: تحرير السعن وسروج ومعسكرها والشيخ هلال في ريف حماة الشرقي.
  • الساعة 16:00: تحرير رحبة خطاب ومستودعاتها في ريف حماة الغربي.
  • الساعة 19:00: تحرير قرى المجدل وتل بيجو والشيروسوبين وبلدة خطاب في ريف حماة الغربي.

الساعة 18:00: تطويق الأطراف الغربية والشمالية لمدينة حماة.

يوم الخميس 5 كانون الأول:

  • الساعة 12:00: التقدم في ضواحي مدينة حماة.
  • الساعة 15:00: تحرير عدة أحياء والسجن المركزي بالمدينة.
  • الساعة 16:00: تحرير المدينة بالكامل.
  • الساعة 19:00: الانتهاء من تمشيط جبل زين العابدين وقمحانة في ريف حماة الشمالي، والانتهاء من تمشيط مطار حماة العسكري في ريف المدينة الغربي.

الساعة 23:59: بداية وصول أرتال عملية "ردع العدوان" إلى ريف حمص الشمالي.

يوم الجمعة 6 كانون الأول:

  • الساعة 14:30: تحرير منطقة السلمية في ريف حماة الشرقي.
  • الساعة 20:00: تحرير مدينة محردة في ريف حماة الغربي، وتقسيس، الجمقلة، وبلدات تير معلة والزعفراني والمجدل ودير فول وأصيلة والفرحانية والوازعية والغصيبية والمكرمية وعز الدين في ريف حماة الجنوبي.
  • الساعة 23:20: تحرير الرستن وتلبيسة والدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي.

يوم السبت 7 كانون الأول:

  • الساعة 12:00: تحرير كامل مدينة درعا.
  • الساعة 13:00: تحرير مدينة الصنمين بريف درعا.
  • الساعة 14:00: تحرير القريتين في ريف حمص الشرقي.
  • الساعة 15:00: تحرير فرع سعسع ريف دمشق.
  • الساعة 16:00: بدأت قوات ردع العدوان بتطويق دمشق، وبدء عمليات خلف خطوط قوات النظام وبدء دخول مدينة حمص.
  • الساعة 18:00: تحرير محافظة درعا والقنيطرة والسويداء وتدمر جنوب سوريا.
  • الساعة 19:00: تحرير الفرقة 26 والمشرفة و13 قرية أخرى في محيط مدينة حمص.

يوم الأحد 8 كانون الأول:

  • الساعة 12:00: تحرير مدينة حمص بالكامل وسجنها.
  • الساعة 1:00: تحرير بلدات عسال الورد ويبرود وفليطة والناصرية وعرطوز في ريف دمشق.
  • الساعة 04:30: بدأت قوات ردع العدوان تدخل دمشق، تحرير سجن صيدنايا.
  • الساعة 06:15: مدينة دمشق محررة بالكامل، وسقوط نظام الأسد.
  • الساعة 06:18: فرار فلول النظام من مدينتي اللاذقية وطرطوس.
  • الساعة 06:45: تحرير دير الزور والميادين والبوكمال.
  • الساعة 8:00: تحرير ريف حمص الغربي.
  • الساعة 11:00: تحرير ريف حماة الغربي.
  • الساعة 14:00: الانتهاء من بسط السيطرة وإحلال الأمن في مدينة دمشق.

يوم التحرير، نزل مئات الآلاف من السوريين إلى الساحات في جميع المحافظات احتفالاً بالنصر والخلاص من قيود نظام بشار الأسد الذي فرّ هارباً إلى موسكو مع بعض كبار القادة في قواته، رافعين علم الثورة السورية ومرددين هتافات الحرية التي يعيشونها واقعاً حقيقياً للمرة الأولى منذ عقود، مؤكدين على وحدة السوريين وتكاتفهم في معركة البناء القادمة التي لا تقل أهمية عن معركة التحرير.

كيف تلقى العالم انتصار الثورة السورية وطي حقبة النظام؟ رحبت الدول العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والعالم بانتصار الشعب السوري، وأكد المجتمع الدولي مواصلة دعم الشعب السوري لتحقيق الاستقرار والتنمية، وبدأت الوفود الدبلوماسية تتوافد إلى دمشق منذ الأيام الأولى للتحرير بعد قطيعة استمرت سنوات طويلة.

إنجازات التحرير.. سوريا الجديدة تشق طريقها بثبات

دخلت سوريا عقب سقوط النظام الذي زعزع استقرار البلاد، ودمّر مدنها، وعزلها عن محيطها الإقليمي والدولي، مرحلة جديدة عنوانها بناء الدولة. فمنذ اللحظات الأولى، شرعت القيادة في تأسيس جيش وطني، وإعادة هيكلة المؤسسات العامة، وتعزيز التماسك المجتمعي، بما يضمن تجاوز آثار الانقسام والنعرات التي خلّفها النظام، وصون مكتسبات الثورة.

هذه الجهود استندت إلى إرادة الشعب السوري، لتؤكد أن معركة "ردع العدوان" لم تكن مجرد إسقاطٍ لنظام مستبد، بل كانت استعادة للدولة وبدءاً لمرحلة جديدة من التاريخ، يخطّها السوريون بأيديهم.

مشاركة المقال: