الثلاثاء, 22 يوليو 2025 11:51 PM

من قلب السويداء المحترقة: شهادة صحفي يروي فظائع المواجهات

من قلب السويداء المحترقة: شهادة صحفي يروي فظائع المواجهات

علي الجابر، مراسل "زمان الوصل"، القادم من الشمال السوري، يروي شهادته من داخل مدينة السويداء. كان أول صحفي يدخل المدينة منذ اندلاع المواجهات الأخيرة.

يقول الجابر: "دخلت السويداء يوم الجمعة الماضي، لم أكن أحمل سوى الكاميرا، ودرعي الصحفي، وحقيبة صغيرة تحوي الماء والطعام. رافقت مقاتلي العشائر، الذين سمحوا لي بالدخول معهم، لرؤية الحقيقة ونقلها بأمانة."

ويضيف: "في الساعات الأولى، لم أسمع سوى صوت الرصاص، ولم أرَ سوى الدخان المتصاعد من المنازل المحترقة. الموت كان حاضرًا في كل مكان. مشيت وسط الحطام بخطوات مرتعشة، ورائحة الجثث تسبقني إلى الأزقة. رأيت أجسادًا مشوهة وأشلاء مبعثرة، ولم أعد أفكر في الخطر، بل كنت أحاول تجنب الدوس على الجثث."

يتابع الجابر: "في أحد الأحياء، حوصرنا داخل منزل نصف محترق، والرصاص يخترق الجدران. تساءلت حينها: إذا متّ هنا، هل سيعرف أحد؟ هل ستصل الصورة؟"

ويصف لحظة مؤثرة: "بينما ألتقط أنفاسي، سمعت مواء خافتًا. تتبعت الصوت، فوجدت قططًا صغيرة محروقة ومشوهة، ترتجف من الجوع والخوف. سقيتها من الماء، وأطعمتها ما تبقى من خبز. مددت يدي إليها، فارتجفت ثم استسلمت للمسح على رأسها. شعرت حينها بشيء يشبه الحياة، كان كافيًا لأبكي."

ويؤكد الجابر: "لم آتِ إلى السويداء لأكون بطلاً، بل لأكون شاهدًا. هذه الأرض تنزف، وسكانها يعيشون بين فكي نارين. ما رأيته ليس مجرد معركة، بل كارثة إنسانية تفوق الوصف."

ويختتم الجابر شهادته المؤثرة: "أنقل إليكم هذه الشهادة من قلب النار، من بين الجثث وتحت السقوف المحترقة، ومن بين القطط التي احترقت ولم تمت. افعلوا ما تستطيعون، أوصلوا الصوت، لأن السكوت في هذه اللحظة خيانة. مليشيا الهجري جعلت السويداء محرقة، أرض موت." زمان الوصل

مشاركة المقال: