الجمعة, 5 ديسمبر 2025 01:31 AM

منتدى اقتصادي سوري كوري في دمشق: فرص واعدة لإعادة الإعمار والشراكات

منتدى اقتصادي سوري كوري في دمشق: فرص واعدة لإعادة الإعمار والشراكات

دمشق-سانا: انطلقت اليوم في فندق البوابات السبع بدمشق فعاليات المنتدى الاقتصادي السوري الكوري الأول، برعاية وزارتي (لم يذكر اسم الوزارات في النص)، وبالتعاون مع سفارة جمهورية كوريا الجنوبية في لبنان والوكالة الكورية للترويج التجاري والاستثمار "كوترا". يهدف المنتدى إلى استكشاف آفاق التعاون المشترك في إعادة الإعمار، والبحث عن شراكات تجارية وتبادل الخبرات.

مسارات التعاون الاستراتيجي

أكد وزير الاقتصاد والصناعة (لم يذكر اسمه في النص) في كلمته خلال المنتدى أن الصناعات المتقدمة، ونقل التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والبنية التحتية الذكية، والتعليم والتدريب وبناء الكفاءات، تمثل مسارات يمكن أن تشكل أساساً لتعاون استراتيجي بين سوريا وكوريا. وشدد على استمرار العمل لتثبيت الاستقرار الاقتصادي، وتطوير البيئة التشريعية، ودعم القطاعات الإنتاجية، لجعل الاقتصاد السوري أكثر قدرة على التصدير وأكثر انفتاحاً على العالم.

وقال الوزير الشعار: إن الحكومة السورية ملتزمة بتوفير كل ما يلزم لإنجاح الشراكات الجادة، وفتح الطريق أمام استثمارات كورية نوعية، وتحويل هذا المنتدى إلى نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية السورية الكورية.

البحث عن شراكات حقيقية

أشار مدير إدارة الشؤون الأفروآسيوية وأوقيانوسيا في وزارة الخارجية والمغتربين، محمد زكريا لبابيدي، في كلمة ألقاها نيابة عن وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، إلى أن هذا المنتدى ينعقد في مرحلة مهمة من تاريخ سوريا الجديدة، بهدف تأسيس مرحلة البناء وإعادة الإعمار وإطلاق الفرص الاستثمارية، والوصول إلى الدولة التي ينشدها الشعب السوري.

وأضاف لبابيدي: "إن انعقاد المنتدى في هذه الأيام التي نعيش فيها ذكرى التحرير المبارك لسوريا، هو تجسيد واضح للسياسة الخارجية السورية الجديدة، التي تفتح أبواب التعاون مع جميع دول العالم، وتقوم على الوضوح والاحترام المتبادل، والبحث عن شراكات حقيقية تحقق مصالح شعبنا السوري، وتسهم في بناء سوريا الجديدة".

تعزيز العلاقات الاقتصادية

من جهته، أكد سفير كوريا الجنوبية في لبنان المكلف بتسيير شؤون بلاده في سوريا، "غيوسوك جون"، التزام بلاده بدعم المشاريع المستقبلية التي تسهم في إعادة إعمار سوريا، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ومواصلة العمل لتطوير قنوات التواصل والتعاون المشترك. وأشار إلى أن انعقاد المنتدى في دمشق يشكل بداية فصل جديد في العلاقات الكورية السورية، ورسالة واضحة على استعداد البلدين للمضي قدماً في تعزيز التعاون المشترك.

ولفت إلى الاهتمام الذي أبدته الشركات الكورية باستكشاف الفرص في مجالات البنية التحتية، والطاقة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصناعة، وقطاعات حيوية أخرى، مؤكداً أن النقاشات التي شهدها المنتدى تعكس بداية مسار يقوم على الشراكة والمرونة والازدهار المشترك، وأن العمل الذي انطلق خلال هذا الحدث سيستمر عبر علاقات وأفكار تسهم في بلورة تعاون ملموس خلال المرحلة المقبلة.

وقال المدير العام لدائرة الشؤون الأفريقية والشرق أوسطية في وزارة الخارجية الكورية، "غوانغ يونغ جونغ": إن العلاقات بين سوريا وكوريا الجنوبية تجسد التزام البلدين الراسخ بتعميق علاقاتهما، وبناء شراكة قوية قائمة على الثقة المتبادلة.

بدورها، أكدت مديرة المكتب الإقليمي للوكالة الكورية لترويج التجارة والاستثمار (كوترا)، "هانا كيم"، التزام الوكالة لتعزيز التواصل مع الجهات الحكومية والشركات السورية، لاستكشاف فرص التعاون ودعمها بكل الإمكانات، وبناء مستقبل مشرق مبني على الصداقة والشراكة بين البلدين، داعيةً إلى تحويل الأفكار والنقاشات التي طُرحت في المنتدى لمشاريع تعاون عملية تُسهم في إعادة إعمار سوريا وتنمية اقتصادها.

التجربة الكورية

أوضح وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، في تصريح لمراسلة سانا، أن التجربة الكورية الجنوبية أنموذج مهم للاطلاع والاستفادة، وتقدم مثالاً عملياً يمكن الاستفادة منه في سوريا لتحقيق التنمية بالسرعة المطلوبة، وخاصة في مجال بناء بنية تحتية حديثة تمكّن مختلف القطاعات.

وأشار الوزير هيكل إلى أن السوق السورية تُعد نقطة ارتكاز لوجستية مهمة يمكن للشركات الكورية الاستفادة منها، سواء عبر المشاركة بالنهضة الاقتصادية المحلية، أو عبر استخدام سوريا كمنصة للوصول بسهولة إلى أسواق إقليمية واسعة.

شراكات واقعية

أكد رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، علاء العلي، أن الملتقى الكوري–السوري الأول مسار عملي قابل للتحول إلى شراكات واقعية في مجالات واسعة، لافتاً إلى أن التكنولوجيا الكورية، المقترنة بالكوادر السورية وخبرات القطاع الخاص، يمكن أن تثمر مشاريع نوعية تُسهم في تعزيز الاقتصاد السوري وتنويعه، ورفع قدرته التنافسية.

ويلتزم اتحاد غرف التجارة السورية، وفقاً للعلي، بخلق مناخ استثماري محفّز، وترسيخ الشفافية، وضمان حقوق المستثمرين، والعمل على فتح الطريق أمام الشركات الكورية لدخول السوق السورية من خلال مسارات واضحة وتعاون فعّال.

بين مدير عام المؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية، محمد حمزة، أن المنتدى أتاح فرصة حقيقية لتبادل الرؤى والأفكار حول آفاق التعاون المشترك، واستكشاف فرص الاستثمار وإعادة الإعمار، وبحث سبل الاستفادة من الخبرات الكورية في مجالات التكنولوجيا، والصناعة، والبنية التحتية والطاقة، بما ينسجم مع توجهات الحكومة السورية نحو الانفتاح الاقتصادي وبناء شراكات استراتيجية مع الدول الصديقة.

كما بين ممثل هيئة الاستثمار السورية، أمين محمد، أن الهيئة حلقة وصل بين المستثمرين من جميع أنحاء العالم والمؤسسات الحكومية السورية، لضمان التنسيق السلس والشفافية طوال عملية الاستثمار، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها الهيئة بإرشاد المستثمرين خلال إجراءات الاستثمار، ودعمهم أثناء تنفيذ المشاريع، ومتابعتهم بعد إطلاقها لضمان نجاحها واستمراريتها.

ويأتي انعقاد المنتدى الاقتصادي السوري الكوري الأول في سياق توجه الحكومة السورية لفتح قنوات تعاون مع دول تمتلك قدرات تقنية وصناعية متقدمة، ولا سيما في مرحلة التحضير لإعادة الإعمار، كما أنه يمثّل خطوة تأسيسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وبناء شراكات من المعول أن تتحول مستقبلاً إلى مشاريع عملية على أرض الواقع.

مشاركة المقال: