الإثنين, 1 ديسمبر 2025 10:45 PM

مندوب سوريا بالأمم المتحدة: "استفزازات إسرائيل" رد فعل على نجاحاتنا

مندوب سوريا بالأمم المتحدة: "استفزازات إسرائيل" رد فعل على نجاحاتنا

أرجع مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، "الاستفزازات الإسرائيلية"، مثل الأحداث التي شهدتها بلدة بيت جن بريف دمشق، إلى ما حققته سوريا من نجاحات مؤخرًا. وأكد علبي أنه يتم الضغط على إسرائيل عبر الوسائل السياسية والقانونية لعزلها.

وفي حواره مع "الجزيرة مباشر"، أوضح علبي أن "ضبط النفس الذي أظهرته سوريا ردًا على استفزازات إسرائيل، دفع أعضاء في مجلس الأمن إلى انتقاد إسرائيل، وساهم في تدفق الاستثمارات على سوريا، وعزز الثقة مع المجتمع الدولي، خاصة وأن الحكومة السورية حكومة وليدة".

وأضاف علبي: "إسرائيل تتمنى أن ننجر للاستفزازات للقضاء على مكتسباتنا السياسية والاقتصادية"، مؤكدًا "لكننا لن نستجيب للاستفزازات الإسرائيلية، وحريصون على سلامة شعبنا". وحذر من أن الرد على هذه الاستفزازات سيؤدي إلى دخول سوريا في حرب مفتوحة مع إسرائيل، معتبرًا ذلك "أمرًا يصب في مصلحة إسرائيل وليس مصلحة السوريين".

وأشار مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة إلى أن الحكومة السورية تعمل منذ اليوم الأول "للتحرر من نظام الأسد" على النهوض بسوريا من جديد، وهو ما لا تريده إسرائيل. وأضاف أن زيارة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، للولايات المتحدة وحضوره جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والعلاقات الجيدة التي بنتها سوريا مع المجتمع الدولي في فترة وجيزة، "كل هذا لا تريده إسرائيل لأنها لا تريد سوريا قوية".

ترامب يريد لسوريا الاستقرار

قال علبي إن "الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يريد لسوريا أن تنجح وتستقر، وكذلك حلفاؤنا الإقليميون والدوليون، لأسباب متعددة، منها السيطرة على تدفق اللاجئين، ومواجهة أذرع إيران وحزب الله، كما أن لواشنطن حلفاء على حدود سوريا يتأثرون بالتطورات فيها، مثل تركيا العضو بحلف الناتو".

وأشار إلى أن "العلاقة الشخصية قوية بين الرئيسين الشرع وترامب الذي يحب القادة الأقوياء". وردًا على المزاعم الإسرائيلية بأن سوريا تؤوي عناصر "إرهابية"، أكد علبي أنها "ادعاءات واهية ومتعارضة".

وكان الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قد عقد اجتماعًا في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تناول ملفات الاتفاق مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، والعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، والاتفاق الأمني مع إسرائيل.

وتناولت المباحثات بين الشرع وترامب، في 10 من تشرين الثاني الماضي، وفق ما نشرت الرئاسة السورية، سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. حضر المباحثات وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى جانب عدد من المسؤولين من الجانبين.

آخر العمليات الإسرائيلية

قُتل 13 مدنيًا بينهم نساء وأطفال، وأصيب 24 آخرون، جراء قصف الجيش الإسرائيلي بلدة بيت جن بريف دمشق، في 28 من تشرين الثاني الماضي، بينما أصيب ستة من الجنود الإسرائيليين في الاشتباكات. وجاء القصف بعد توغل الجيش الإسرائيلي في البلدة لاعتقال عدد من الشبان، ما أدى إلى حدوث اشتباكات بين شبان من أهالي البلدة والجيش الإسرائيلي.

بينما تضاربت الروايات الإسرائيلية حول هوية المنفذين، حيث قالت إسرائيل إن المستهدفين ينتمون إلى الجماعة الإسلامية (حركة لبنانية)، ثم عادت واتهمت الاستخبارات السورية، بالضلوع بالهجمات.

"جريمة حرب" مكتملة الأركان

قالت وزارة الخارجية السورية في بيان، إن سوريا تدين "الاعتداء الإجرامي والسافر" الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة نتيجة تصدي أهالي البلدة للدورية المعتدية وإجبارها على الانسحاب من الأراضي السورية.

وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن إقدام قوات الاحتلال عقب فشل توغلها على استهداف بلدة بيت جن بـ"قصف وحشي ومتعمد يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان"، بعد أن ارتكبت القوات الإسرائيلية "مجزرة مروعة" راح ضحيتها أكثر من عشرة مدنيين بينهم نساء وأطفال وتسببت بحركة نزوح كبيرة نتيجة استمرار القصف الهمجي والمتعمد على منازل الآمنين، وفق البيان.

وأدانت عدد من الدول والمنظمات الهجمات الإسرائيلية على بلدة بيت جن في ريف دمشق، بينها بريطانيا وتركيا والكويت وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وقطر والأردن، وحركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطينيتان وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

عملية واسعة النطاق

تسعى إسرائيل لتغير تكتيكاتها في سوريا، من الاعتقالات الميدانية، إلى الاغتيالات الجوية، وفق القناة "13" الإسرائيلية. ونقلت القناة عن مصادر، في 28 من تشرين الثاني الماضي، أن الجيش الإسرائيلي، يدرس شن عملية واسعة النطاق ضد نظام الرئيس أحمد الشرع، في حال اكتشاف تورط أي من رجاله في الاشتباكات.

وقد تدفع حادثة بيت جن الجيش الإسرائيلي إلى تغيير نهجه على الحدود السورية حفاظًا على سلامة الجنود، من خلال تقليل العمليات الاعتقال البرية، وتكثيف عمليات الاغتيال الجوية.

مشاركة المقال: