السبت, 6 ديسمبر 2025 06:24 PM

مهرجان التحرير بدمشق: تنسيقيات الثورة السورية تخلد الذاكرة الشعبية وتضحيات السوريين

مهرجان التحرير بدمشق: تنسيقيات الثورة السورية تخلد الذاكرة الشعبية وتضحيات السوريين

دمشق-سانا: شهدت مدينة المعارض القديمة في دمشق مشاركة واسعة من المجتمع المحلي في فعاليات مهرجان التحرير. وقد حضرت تنسيقيات الثورة السورية من مختلف أحياء العاصمة، حاملة معها أجنحة توثيقية تجسد جزءاً من الذاكرة الوطنية خلال سنوات الثورة، وتسلط الضوء على التضحيات الجسام التي قدمها السوريون دفاعاً عن حريتهم وكرامتهم.

تشارك في المهرجان، الذي انطلق أمس ويستمر حتى يوم الإثنين المقبل، تنسيقيات أحياء دمشق: "القابون، جوبر، ركن الدين، الصالحية، دمر، باب سريجة، التضامن، القدم، الميدان، كفرسوسة، المزة، وتجمع شرق دمشق".

القابون: إحياء ذكرى انطلاقة الثورة

أكد حمزة عباس من تنسيقية حي القابون، في تصريح لمراسلة سانا، أن التنسيقية التي تأسست منذ الأيام الأولى للثورة السورية عام 2011، تمثل صوت أهالي الحي. وأشار إلى أن مشاركتهم اليوم تهدف إلى إحياء ذكرى انطلاقة الثورة. وأوضح أن جناحهم يتضمن صوراً ومقاطع أرشيفية من المظاهرات الأولى، وصوراً لشهداء المكتب الإعلامي في دمشق، البالغ عددهم 11 شهيداً. كما يستعرض الجناح المجازر التي تعرض لها الحي والمعارك التي خاضها أبناؤه، وذلك تكريماً لشهداء الثورة وتخليداً لتضحيات المهجرين.

القدم: توثيق آلاف الشهداء

من جانبه، أوضح خليل السيد أحمد من تنسيقية حي القدم أن الحي كان من أوائل أحياء العاصمة التي انتفضت في وجه النظام، وقدم آلاف الشهداء، في حين دُمر نحو 80% من بنيته التحتية وهُجر معظم سكانه. وأشار إلى أن جناح التنسيقية يوثق أسماء نحو 3700 شهيد ويعرض صوراً لعدد منهم، مؤكداً أن الدافع وراء المشاركة هو الحفاظ على الذاكرة الوطنية والتعريف بمعاناة الأهالي، وإبراز أن الحي كان بيتاً لكل السوريين بمختلف مكوناتهم.

جوبر: ذاكرة الثورة للأجيال القادمة

أما عامر زيدان من تنسيقية حي جوبر، فأشار إلى أن الجناح يعرض صوراً لشهداء الحي ولشهداء من مناطق أخرى استشهدوا فيها، ونماذج من القذائف التي استهدفتها، مؤكداً أهمية نقل هذه الذاكرة للأجيال القادمة، لأن السوريين دفعوا ثمن تحرير وطنهم دماً وشهداء ومدناً مدمرة.

المزة: توثيق التهجير والمعاناة

بدورها، ذكرت هبة الباشا من تنسيقية حي المزة أن جناح التنسيقية يتضمن لوحة بأسماء نحو 500 شهيد، وإحصائيات حول المظاهرات والأنشطة السلمية مثل بالونات الحرية وطلاء الشعارات وقطع الطرقات، إلى جانب توثيق تهجير نحو 12 ألف عائلة من بساتين المزة بذريعة التنظيم العمراني، مشيرة إلى أن المعروضات تقتصر على مواد توثيقية للحفاظ على الذاكرة الوطنية وإبراز معاناة الأهالي.

ذاكرة الثورة ووحدة المجتمع

تأتي مشاركة تنسيقيات الثورة السورية في مهرجان التحرير لتوثيق مرحلة مفصلية من تاريخ سوريا، وإبراز الدور الشعبي الذي لعبته الأحياء الدمشقية خلال سنوات الثورة، بما يعكس وحدة المجتمع السوري وتنوعه، ويؤكد أن الذاكرة الثورية ستظل حاضرة في وجدان الأجيال القادمة.

مشاركة المقال: