الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 12:20 PM

نتنياهو وترامب: لقاء خامس في واشنطن وسط تصاعد التوترات الإقليمية

نتنياهو وترامب: لقاء خامس في واشنطن وسط تصاعد التوترات الإقليمية

ذكرت الصحافة الإسرائيلية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو سيعقدان اجتماعاً في واشنطن خلال الأسبوعين المقبلين. هذا الاجتماع هو الخامس من نوعه منذ تولي ترامب السلطة قبل 10 أشهر، وجرى الترتيب له خلال مكالمة هاتفية بين الرجلين، والتي تمحورت حول سوريا، وفقاً لبيان صادر عن مكتب نتنياهو. وتعد هذه المكالمة واحدة من عشرات المكالمات التي تمت بينهما خلال الفترة نفسها. وقد واكب ترامب هذه المكالمات بمنشور على منصته «تروث سوشيال» يطلب فيه من نتنياهو «عدم التدخل في تطور سوريا إلى دولة مزدهرة».

على الرغم من أن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط قد تبرر هذا الكم من الاجتماعات والاتصالات بين ترامب ونتنياهو، إلا أن العجلة في الدعوة الجديدة التي وجهها ترامب إلى نتنياهو تشير إلى احتمالات تدهور الوضع مع إيران وحلفائها في المنطقة في المرحلة المقبلة. وبالتالي، فإن ما لم يتضمنه البيان الإسرائيلي قد يكون أكثر أهمية مما ورد فيه، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة بين تل أبيب وطهران، وفي ظل سياسة الخداع التي قيل إن الرجلين مارساها قبل حرب الـ 12 يوماً على إيران في حزيران الماضي.

من الواضح أن التحركات الدبلوماسية الأميركية الحالية في المنطقة تستهدف تطويق إيران وإضعاف نفوذها، خاصة في المحيط المباشر لإسرائيل. ولذلك، فإن الضغط الأميركي الأقوى يمارس حالياً في العراق ولبنان، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تغييرات تغني عن الحرب.

يهدف ترامب إلى إحكام السيطرة على المنطقة من خلال الضغط على إيران لإجبارها على التنازل، بما في ذلك عبر الحرب التي تستهدفها مباشرة أو تستهدف حلفاءها. وتأمل واشنطن في إفساح المجال أمام تغيير جوهري في ميزان القوى الإقليمي، وفق ترتيبات مختلفة ترعاها هي، وتتضمن سوريا والسعودية ودول عربية أخرى، بالإضافة إلى تركيا، على أن يكون محورها ترسيخ حكم الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع.

تتركز الحركة الدبلوماسية الأميركية في المنطقة على إضعاف إيران. وإذا كانت الأطراف المذكورة لا تستطيع السير في أي مشروع من هذا النوع دون التوصل إلى حل مقبول لديها لقطاع غزة، يخرج حركة «حماس» من الحكم بطريقة مختلفة وببدائل مغايرة لتلك التي تريدها إسرائيل، فإن حسابات نتنياهو تبدو في مكان آخر تماماً. فهو يريد أن يكون الأمر كله بيد إسرائيل، وبيده شخصياً، لاستكمال حروبه وتحقيق الأهداف التوسعية والأمنية التي وضعها لها، وهو ما يتطلب المحافظة على التحالف الذي يشكل الحكومة، على الأقل حتى الانتخابات المقبلة، التي يعتقد «بيبي» أن الوضع الحالي يضمن له الفوز فيها.

المتغير الكبير الذي يحصل في ظل زيارة نتنياهو هو طلب العفو الذي تقدم به لرئيس الدولة، إسحق هيرتسوغ، في قضايا الفساد التي يحاكم فيها، وهو طلب كان ترامب نفسه تقدم به خلال زيارته لإسرائيل في تشرين الأول الماضي. سيكون لهذا التحول تأثير كبير على مسار الحروب الدائرة حالياً، كونه يضع نتنياهو في موقع أضعف لتنفيذ برنامجه الخاص، ويجعله قابلاً للمساومة أكثر من ذي قبل، ما يتيح للبرنامج الأميركي في شأن سوريا وغزة أن يتقدم خطوة على برنامج نتنياهو وحكومته اليمينية.

أما الوضع مع إيران ولبنان والعراق، فهو أكثر غموضاً. فالأميركيون يلوحون يومياً للبنانيين بالعصا الإسرائيلية، إذا لم يتم نزع سلاح «حزب الله»، وذلك كجزء من السعي لإضعاف طهران. وفي العراق، استدعى الأمر زيارة من المبعوث الخاص إلى سوريا، والمكلف بملف لبنان، توم براك، إلى بغداد لنقل تهديد بضربة إسرائيلية قد تتعرض لها الأخيرة إذا تدخلت الفصائل العراقية لمصلحة «حزب الله»، الذي تستعد إسرائيل، بحسب ما سرب عنه، لتوجيه ضربة وشيكة إليه. وبالإضافة إلى ما تقدم، يعتقد دبلوماسي أوروبي نقل تصريحاته موقع «واينت»، أن إسرائيل قد تشن حرباً جديدة على إيران، خلال الأشهر الـ12 المقبلة، وهي مدة انتهاء ولاية نتنياهو، إذا لم تجر انتخابات مبكرة، وفي حال لم يطرأ أي جديد يحول دون ذلك في المفاوضات المتوقفة حالياً بين واشنطن وطهران.

مشاركة المقال: