الإثنين, 11 أغسطس 2025 05:09 PM

ندوة في طرطوس تناقش تأثير الحرب على الطفل في أدب فيحاء نابلسي وتدعو لتعزيز الشراكة الثقافية

ندوة في طرطوس تناقش تأثير الحرب على الطفل في أدب فيحاء نابلسي وتدعو لتعزيز الشراكة الثقافية

استضاف فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس ندوة بعنوان "الحرب وانعكاسها على الطفل في أدب فيحاء نابلسي"، وذلك في صالة الاتحاد يوم الأحد الموافق 10 آب 2025. تأتي هذه الندوة في إطار الأنشطة الأسبوعية التي يقيمها الاتحاد بهدف تعزيز الحوار الأدبي، وإيمانًا بأهمية أدب الأطفال في سورية كأولوية لدى المهتمين والمختصين في هذا المجال.

أدارت الندوة الشاعرة ليندا تقلا، وقدمت لها الناقدة الذرائعية د.عبير يحيي والأديبة أحلام غانم، بحضور الأديبة فيحاء نابلسي. وفي بداية الندوة، رحب الأستاذ منذر يحيى عيسى بالحضور، مؤكدًا على أهمية الأدب الموجه للأطفال وتأثيره في تنمية القيم والمفاهيم الاجتماعية، ومشيراً إلى الآثار النفسية والعاطفية والاجتماعية والتعليمية المدمرة التي تخلفها الحرب على الأطفال.

وفي تحليله للوضع الراهن، ركز عيسى على بعدين أساسيين يشكلان ضرورة حتمية لمعالجة التغيرات السلبية في سلوك الآباء تجاه أطفالهم، وتجنب وقوعهم ضحايا للحرب، محذرًا من الحرمان من التعليم وتدهور الصحة العامة نتيجة لتدمير المرافق الصحية وصعوبة الوصول إليها في مناطق الصراع.

تناولت د.عبير خالد يحيى المجموعة القصصية "محكمة الغابة الخضراء" للأديبة فيحاء نابلسي، مستعينة بالمنهج الذرائعي. وأشارت د.عبير إلى أن الحديث على لسان الحيوان وجعله شخصية رئيسة في عرض الأحداث ليس بالأمر الجديد، بل هو أسلوب فني وطريقة متبعة منذ القدم، بهدف كشف الحقائق وإصلاح الأمور بطريقة رمزية غير مباشرة.

وأكدت من خلال دراستها لـ "محكمة الغابة الخضراء" أن العلاقة بين الطفل والحيوان علاقة خاصة يملؤها الغموض والأسرار، وأن تجسيد هذا الرمز (الحيوان) في شكل قصصي هو شكل من أشكال التربية.

من جانبها، قدمت الأديبة أحلام غانم قراءة في رواية "كعك جابر" للأديبة فيحاء نابلسي، وسمتها بـ "كعك جابر وفانتازيا النار والحرب والجوع والحلم". وأشارت إلى أن الفانتازيا تُكتب بلغة الأحلام، وهي حية ما دامت الأحلام حية.

وأوضحت أن الأديبة فيحاء نابلسي وضعت نفسها في ترميز أدبي مؤثر أمام التحدي الأصعب بإصدار روايتها "كعك جابر" عن مؤسسة رؤية للنشر والتوزيع، إسطنبول، تركيا، والموجهة لفئة اليافعين، بهدف ترسيخ تجربتها الإبداعية في الكتابة الأدبية لهذه الفئة من القراء، خاصة بعد فوزها بجائزة "اتصالات لكتاب الطفل عام 2024".

تستخدم الرواية الرمزية بشكل واضح، فالنار هنا ليست مجرد عنصر طبيعي، بل هي رمز للصراعات الإنسانية، حيث ترمز نار الحرب إلى الدمار والخراب، بينما نار الخبز ترمز إلى الأمل والتعايش.

أوصى المشاركون والحاضرون في نهاية الندوة بضرورة تعزيز الشراكة مع المؤسسات الثقافية والمجتمعية لتحقيق غاياتها في الارتقاء بالناشئة وبناء المواطن الصالح، والعمل الجاد على إيجاد حلول عملية وفعالة لحماية الأطفال في هذه الظروف الصعبة، وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية وأهمها التعليم.

وشددوا على الحاجة إلى "أدب الطفل في زمن الحرب"، مؤكدين أن الصراع بين الخير والشر باق، وأن الأفراد الموهوبين لتسجيل التجربة الإبداعية هم فرصتنا للوقوف عندها.

واختتمت الندوة بالتأكيد على أهمية توزيع الحب في سورية لكل السوريين، كما وزعت الأديبة فيحاء نابلسي "كعك جابر" المعجون بأصابع ودموع الأم سورية لكل السوريين.

(اخبار سوريا الوطن ٢-اتحاد كتاب طرطوس)

مشاركة المقال: