الجمعة, 28 نوفمبر 2025 09:54 PM

واشنطن تقود مبادرة دولية لإنهاء الصراع في السودان: هل تنجح في تحقيق السلام؟

واشنطن تقود مبادرة دولية لإنهاء الصراع في السودان: هل تنجح في تحقيق السلام؟

الخرطوم-سانا: تتفاقم الأزمة في السودان مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين من المدنيين. وسط تحذيرات من الأمم المتحدة بشأن كارثة إنسانية غير مسبوقة، تبرز مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدعم من اللجنة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر)، كمحاولة جديدة لتهدئة الصراع وفتح ممرات إنسانية تمهيداً لتسوية سياسية شاملة.

أبرز محاور المبادرة

أعلن ترامب أن الهدف الرئيسي للمبادرة هو حماية المدنيين وإطلاق مفاوضات بين الأطراف السودانية المتنازعة. وقد أصدرت اللجنة الرباعية خارطة طريق تتضمن هدنة إنسانية أولية لمدة ثلاثة أشهر، تليها وقف دائم لإطلاق النار، ثم عملية انتقال سياسي تهدف إلى تشكيل حكومة مدنية وإعداد دستور مؤقت. كما تتضمن الخطة تشكيل لجنة مشتركة لتنسيق الوساطة والضغط على الأطراف المسلحة. وقد لاقت المبادرة ترحيباً من بعض القوى السياسية والمدنية في السودان، التي اعتبرتها فرصة حقيقية لوقف إراقة الدماء.

الانتهاكات والجرائم الموثقة

في المقابل، أثارت الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، خاصة في مدينة الفاشر بدارفور، قلقاً واسعاً. وقد أكدت تقارير منظمة العفو الدولية وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك عمليات قتل جماعي واغتصاب ممنهج. وأدان البرلمان الأوروبي هذه الانتهاكات بأغلبية ساحقة، داعياً إلى دعم جهود الاتحاد الإفريقي والشركاء الإقليميين لإنهاء الصراع والانتقال إلى حكم مدني ديمقراطي. وشددت منظمات أممية على الحاجة إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة لضمان وصول المساعدات.

فرص النجاح والتحديات

على الرغم من إعلان قوات الدعم السريع قبولها بالهدنة تحت ضغوط دولية، يرى مراقبون أن نجاح المبادرة الأميركية والرباعية الدولية ليس مضموناً. ومع ذلك، يظل النجاح ممكناً إذا التزمت الأطراف بخارطة الطريق، وتوقف دعم الميليشيات المسلحة، وتم تفعيل آليات مراقبة ومساءلة فعالة. عندها فقط يمكن أن تتحول الهدنة الإنسانية إلى أساس لوقف دائم للقتال وفتح المجال لتسوية سياسية، وإلا فإنها ستبقى مجرد استراحة مؤقتة بين جولات العنف.

مشاركة المقال: