الخميس, 14 أغسطس 2025 07:05 PM

وداعًا لكلمات المرور التقليدية؟ التحول نحو تسجيل دخول أكثر أمانًا يلوح في الأفق

وداعًا لكلمات المرور التقليدية؟ التحول نحو تسجيل دخول أكثر أمانًا يلوح في الأفق

على الرغم من التطور السريع في تقنيات الدخول الآمن مثل بصمات اليد، ومفاتيح الوصول، وتقنية التعرف على الوجه، لا تزال كلمات المرور التقليدية حاضرة بقوة في حياتنا الرقمية، وذلك بسبب تعود المستخدمين عليها وصعوبة التخلي عنها.

في ديسمبر الماضي، أكد مسؤولان في شركة مايكروسوفت أن "عصر كلمات المرور يوشك على الانتهاء"، مشيرين إلى التوجه المتزايد نحو بدائل أكثر أمانًا. ومنذ مايو/أيار، أصبح تسجيل الدخول للحسابات الجديدة يتم افتراضيًا عبر هذه البدائل، دون الحاجة إلى كلمة مرور.

حتى المؤسسات الحكومية بدأت في تعزيز الأمان؛ ففي فرنسا، فرض الموقع الإلكتروني للإدارة الضريبية خطوة تحقق إضافية عبر رمز يُرسل بالبريد الإلكتروني، يُضاف إلى كلمة المرور المعتادة.

ثغرات ومخاطر قديمة

يرى خبراء الأمن السيبراني أن كلمات المرور غالبًا ما تكون ضعيفة أو معاد استخدامها، مما يجعلها عرضة للاختراق في ثوانٍ باستخدام أساليب القرصنة الحديثة. كما أن تخزينها بشكل غير آمن من قبل بعض المواقع يعرضها للتسريب، كما حدث في قاعدة بيانات ضخمة تضم أكثر من 16 مليار اسم مستخدم وكلمة مرور تم اكتشافها في يونيو/حزيران.

هذه المخاطر دفعت شركات التكنولوجيا الكبرى إلى التحرك.

مفاتيح الوصول… البديل الجديد

يعمل تحالف FIDO، الذي يضم شركات عملاقة مثل "غوغل" و"أبل" و"مايكروسوفت" و"أمازون" و"تيك توك"، على الترويج لمفاتيح الوصول كخيار أكثر أمانًا. تعتمد هذه التقنية على جهاز مستقل، مثل الهاتف، لتأكيد الدخول عبر رمز PIN أو التحقق البيومتري (بصمة أو وجه)، مما يقلل من احتمال تعرض البيانات للخطر.

لكن، على الرغم من مزاياها، تبقى مفاتيح الوصول أقل سهولة في الاستخدام، إذ تحتاج إلى إعداد أولي، وتكون إعادة ضبطها عند فقدان الجهاز أو نسيان رمز PIN أكثر تعقيدًا من استعادة كلمة المرور.

عادة يصعب كسرها

يقول الخبير الأسترالي تروي هانت: "قبل عشر سنوات سألنا هل ستختفي كلمات المرور؟ واليوم لدينا منها أكثر من أي وقت مضى". ويضيف أن ميزة كلمات المرور تكمن في بساطتها ومعرفة الجميع بكيفية استخدامها، وهو ما يجعل الانتقال إلى بدائل أكثر أمانًا تحديًا يتطلب تغييرًا في سلوك المستخدمين وحماية أكبر لأجهزتهم الذكية.

باختصار، قد تكون نهاية كلمات المرور مكتوبة في خطط الشركات، لكنها على أرض الواقع ما زالت تحتفظ بمكانتها، وربما لفترة أطول مما يتوقعه الكثيرون.

مشاركة المقال: