الثلاثاء, 6 مايو 2025 10:04 PM

وداعاً سكايب: كيف تحول تطبيق المكالمات إلى نافذة أمل وذاكرة ثورة للسوريين؟

وداعاً سكايب: كيف تحول تطبيق المكالمات إلى نافذة أمل وذاكرة ثورة للسوريين؟

أعلنت شركة مايكروسوفت إيقاف خدمة "سكايب" بعد عقدين من الخدمة، منهية بذلك حقبة أحد أبرز برامج الاتصال عبر الإنترنت. لكن بالنسبة للسوريين، لم يكن الأمر مجرد خبر تقني، بل وداع لشريك عاصر سنوات الحرب والثورة.

مع اندلاع الثورة السورية في 2011، أصبح "سكايب" ملاذاً آمناً للناشطين والمعارضين في ظل انقطاع الاتصالات التقليدية ورقابة النظام. كان التطبيق يوفر مكالمات صوتية ومرئية مجانية، مما جعله أداة حيوية لنقل الأخبار من المدن المحاصرة إلى العالم.

عبارة "كان معنا من سوريا عبر السكايب" أصبحت رمزاً لتجربة السوريين في استخدام التكنولوجيا لمقاومة الصمت. غرف المحادثات كانت مسرحاً لاجتماعات الناشطين وتنسيق المظاهرات. أصوات شباب الثورة، الذين عرفوا بأسماء حركية، صدحت عبر الميكروفونات، محولة التطبيق إلى منصة ثورية.

لعب "سكايب" دوراً محورياً في توثيق انتهاكات النظام ونقلها إلى المنظمات الدولية والإعلام. الشهادات الحية من المدن المنكوبة كانت تُنقل مباشرةً إلى القنوات التلفزيونية والصحف العالمية. الناشطون تحولوا إلى "مراسلين افتراضيين" ينقلون التقارير من تحت الأنقاض.

كما كان التطبيق وسيلة للتنسيق بين الداخل السوري والمنفيين في الخارج، حيث كانت اجتماعات المعارضة في الخارج تُضمّن مشاركة ممثلين عن التنسيقيات المحلية عبر "سكايب".

ورغم أن قرار الإغلاق جاء بسبب تراجع قاعدة المستخدمين أمام تطبيقات أخرى، إلا أن السوريين رأوا فيه فقداناً لجزء من ذاكرتهم الجماعية. في رسالة نشرها ناشطون، تساءلوا كيف سيشرحون للجيل الجديد أهمية "سكايب"، وكيف كانت المكالمات فيه بمثابة حياة في لحظات الموت والاعتقال.

لم يكن "سكايب" مجرد أداة، بل رابطاً إنسانياً بين العائلات المشتتة. مكالمات الفيديو كانت وسيلة للآباء لرؤية أطفالهم، وللمخطوفين لإرسال رسائلهم الأخيرة.

مع إغلاق آخر خادم لـ"سكايب"، يودع السوريون رمزاً من رموز مرحلة لم تُكتب كل قصصها بعد، مع الأمل في حفظ تلك المحادثات كوثيقة تاريخية.

مشاركة المقال: