الأحد, 12 أكتوبر 2025 11:33 PM

ياسر أبو هلالة يوثق مسار الثورة السورية في كتاب "ثوار سوريا: من القهر إلى القصر"

ياسر أبو هلالة يوثق مسار الثورة السورية في كتاب "ثوار سوريا: من القهر إلى القصر"

يقدم الكاتب والإعلامي ياسر أبو هلالة عملًا توثيقيًا شاملًا لمسار الثورة السورية منذ اندلاعها في عام 2011 وحتى السنوات الأخيرة، وذلك من خلال كتابه الجديد "ثوار سوريا: من القهر إلى القصر".

يحتوي الكتاب، الذي صدر في عمان هذا العام، على مجموعة متنوعة من المقالات والتغريدات والمقاطع المصورة التي قام المؤلف بكتابتها ونشرها أثناء متابعته المباشرة للأحداث الميدانية.

يركز الكاتب في الفصول الأولى على مرحلة انطلاق الثورة، مسلطًا الضوء على درعا كشرارة أولى وحماة كرمز للسلمية، قبل أن تتحول الأحداث تدريجيًا إلى صراع مسلح نتيجة القمع الدموي الذي مارسه النظام. يوثق أبو هلالة تلك اللحظات الحاسمة من خلال مقالات مثل "درعا.. بانتظار الفصل الأخير" و"حماة فضحت جرائم النظام بسلميتها"، مستعرضًا صور المظاهرات الأولى وحملات الاعتقال وأسماء الناشطين الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحقيقة.

ينتقد أبو هلالة موقف المجتمع الدولي الذي اكتفى بدور المراقب، مؤكدًا أن النظام السوري نجح في دفع الثورة نحو المواجهة المسلحة لتبرير قمعه وإعادة تشكيل المشهد وفقًا لمصالحه.

يتناول الكاتب دور الإعلام في الثورة السورية كسلاح ذي حدين، فمن ناحية، كانت الكاميرا وسيلة للثورة لكسر الحصار وإيصال صوتها، ومن ناحية أخرى، تحول الإعلام الرسمي والإقليمي إلى أداة للتضليل.

يشير أبو هلالة إلى تجربته الشخصية كمدير لمكتب قناة "الجزيرة" في سوريا، وكيف ساهم في إدخال الكاميرات وأجهزة البث الأولى إلى درعا، موثقًا الدماء الأولى التي أريقت هناك في فيلم "الطريق إلى دمشق". كما يتناول حملات التشويه التي استهدفت الصحفيين والمراسلين، مؤكدًا أن الصحافة كانت المسودة الأولى للتاريخ السوري الحديث.

يرصد الكاتب تداخل القوى الإقليمية والدولية في الملف السوري، ويحلل أدوار إيران وروسيا وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل، موضحًا كيف تحولت الثورة إلى ساحة صراع مفتوحة.

يتناول أبو هلالة الدعم الإيراني والروسي للنظام بوصفه "احتلالًا مزدوجًا"، ويرى أن النظام السوري فقد سيادته عندما سلم قراره لهذين الحليفين، بينما يشير إلى الموقف التركي المتقلب، الذي انتقل من دعم المعارضة إلى البحث عن مصالحه الأمنية.

يطرح الكاتب قراءته لتقاطعات المصالح بين الأطراف الإقليمية التي جعلت الشعب السوري الخاسر الأكبر، منتقدًا ما يسميه "ازدواجية الموقف العربي"، حيث اختارت بعض الدول دعم النظام تحت شعار "الاستقرار"، بينما احتضنت دول أخرى المعارضة ثم تراجعت لاحقًا.

يولي الكاتب اهتمامًا كبيرًا بالبعد الاجتماعي والإنساني للثورة، من خلال مقالات تتناول الاعتقال السياسي وقضايا النساء والمعتقلين، بالإضافة إلى مقالات تتناول المسألة الطائفية ومحاولات النظام اللعب على وتر الأقليات الدينية. يؤكد أبو هلالة أن الثورة السورية كانت مشروعًا وطنيًا جامعًا لا طائفيًا، وأن النظام هو من غذى الانقسام لتبرير استمراره. ويذكر بضحايا مجازر الثمانينيات وبالذاكرة الجمعية التي أعادت تشكيل الوعي السوري ضد القمع.

كما يتوقف عند تحولات الثورة في بعدها الأخلاقي، منتقدًا ممارسات بعض الفصائل المسلحة التي انحرفت عن مبادئ الثورة، مشددًا على ضرورة استعادة "الوجه الإنساني النبيل للثورة".

ياسر أبو هلالة هو صحفي وإعلامي أردني من مواليد عمان عام 1969، حاصل على بكالوريوس في اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة "اليرموك" عام 1990. شغل عدة مناصب في شبكة "الجزيرة"، من بينها مدير مكتبها في عمان ومدير القناة في عام 2014. عُرف بجرأته في تغطية الصراعات العربية وبتعاطفه مع قضايا الحرية والعدالة، وكان من أوائل من رافقوا الثورة السورية إعلاميًا منذ انطلاقتها.

مشاركة المقال: