الإثنين, 1 سبتمبر 2025 09:50 AM

يحيى البشري: كيف غيّر فستان للأميرة ديانا مسيرتي المهنية وحقق حلمي السعودي؟

يحيى البشري: كيف غيّر فستان للأميرة ديانا مسيرتي المهنية وحقق حلمي السعودي؟

بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الأميرة ديانا، يعود المصمم السعودي العالمي يحيى البشري ليسلط الضوء على قصة الفستان الذي صممه لها في عام 1990.

من خلال هذا التصميم، ارتبط اسم البشري بالعائلة الملكية البريطانية، ليحصل لاحقًا على لقب "مصمم الملوك والأمراء والأميرات"، بعد أن صمم أكثر من 950 فستان زفاف لأسر ملكية وعائلات كبيرة في السعودية والخليج.

في مقابلة ضمن برنامج "بودكاست مع نايلة" مع رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني، روى البشري تفاصيل لقائه الأول مع الليدي ديانا، قائلًا: "أعتقد أن الدقائق الخمس التي منحتني إياها لمناقشة التصميم غيرت حياتي بأكملها، خاصة بعد الهجوم الذي شنته الصحافة الإيطالية عليها لرفضها ارتداء أزياء مصممين إيطاليين، واتهامها بالعنصرية لتفضيلها أزياء المصممين البريطانيين".

وأضاف: "عندما أتيت من السعودية، كنت صغيرًا ولا أملك الإمكانات ولا يعرفني أحد. كتبت خطابًا إلى السفير البريطاني، وبعد أسبوعين جاء الرد بالموافقة، بشرط اطلاع الأميرة على التصميم. ويبدو أنها تأثرت بالهجوم الذي تعرضت له من الصحافة".

يتابع البشري روايته: "المفاجأة أنني نسيت الموضوع تمامًا بعد تسليم الفستان. فقد أرسلت الخطاب، ووافقت، ثم أنجزت العمل وسلمته للسفارة البريطانية. يومها دخلت صالونًا لم أر مثله من قبل، يعج بالأعيان الذين يرتدون أزياء تقليدية، ما عداي. جلست في مكاني وتساءلت عما يحدث، ليأتيني الجواب بأن الأمير تشارلز (حينها) والليدي ديانا سيحضران. وبعد المصافحة، نودي اسمي، وتقدمت وتحدثت معها، وكانت تلك الدقائق الخمس كفيلة بتغيير مجرى حياتي".

وفي حديث خاص آخر لـ"النهار"، وصف البشري جرأته في تلك المرحلة: "كانت محاولة انتحارية أن يتقدم شخص غير معروف بطلب لتصميم فستان لأميرة ويلز. أذكر أني كنت في صالون بقصر الأمير ماجد، ولم أكن أعلم أن هذا سيحدث. دخلت الليدي ديانا والأمير تشارلز وسط المجلس وصافحا الجميع. فجأة، دُعيت للانضمام إليها. قالت لي: أولًا، أريد أن أشكرك، سأرتدي الفستان الذي صممته خلال زيارتي لزوجة الملك فهد. في الواقع، لم أكن أتوقع وجود مصمم أزياء سعودي. فأجبتها: صحيح، إننا لا نملك أكاديمية في المملكة، لكن العرب يتميزون بسعة الخيال، وإن كانوا يقولون الشعر فهذا يؤكد أن حالة الإبداع فيهم عالية. سعيد أنك ترتدين من تصميمي. فردت: سأرسل لك خطاب شكر وسعيدة لأنني قابلتك".

بعد أسبوعين تقريبًا، وصل البشري خطاب شكر من ديانا، وكانت لحظة فارقة دفعته للتفكير في حلم جديد: "بدأت أحلم حينها بالمشاركة في أسبوع الموضة الفرنسي. كانت مغامرة مجنونة وخطوة خطيرة، ولم أتوقع أن يقبلوا. لكن حين أرسلت الخطاب مرفقًا بما كتبته الليدي ديانا، وافق الاتحاد على انضمامي، فاشتركت في أسبوع الموضة عام 1990".

اليوم، وبعد مرور سنوات على تلك اللحظات القصيرة مع الأميرة ديانا، يظل إيمانها بالإبداع ورؤيتها المستقبلية مصدر إلهام لا يزول. فقد أظهرت أن الجرأة على الحلم والقدرة على الاستماع للأفكار الجديدة يمكن أن تغير مجرى حياة الآخرين. خمس دقائق معها كانت كفيلة بتغيير مسار حياة المصمم يحيى البشري، لتصبح قصتها درسًا في الإيمان بالخيال والتمسك بالرؤية والإلهام الذي يمكن أن يولده لقاء واحد فقط. فالليدي ديانا لم تكن مجرد أميرة، بل رمز لمن يمنحون الإبداع فرصته ليزهر، ويثبت أن الرؤية الصادقة تصنع الفرق.

أخبار سوريا الوطن-وكالات-النهار

مشاركة المقال: