بايرن ميونخ يتوج بطلاً للدوري الألماني للمرة الـ33: قصة موسم حافل بالإصابات وتألق كين

توج بايرن ميونخ بلقب الدوري الألماني لكرة القدم (البوندسليجا)، مضيفاً لقباً جديداً إلى خزائنه، وشاهداً على تتويج نجمه هاري كين بأول لقب في مسيرته مع الفريق البافاري، وصعود مدربه فنسنت كومباني إلى منصات التتويج في موسمه الأول كمدرب لأحد الأندية الكبرى.

يأتي هذا الفوز بعد موسم صفري نادر في العام الماضي 2024، وبعد الفوز بلقب الدوري في عام 2023 مستفيداً من تعثر بوروسيا دورتموند في الجولة الأخيرة. هذا الموسم، هيمن بايرن على البطولة منذ الجولة الثالثة، لكنه واجه بعض الصعوبات في الوصول إلى خط النهاية.

كان بايرن على وشك الاحتفال باللقب يوم السبت، لكنه استقبل هدفاً في الدقائق الأخيرة ليتعادل مع لايبزج بنتيجة 3-3، ليتأجل تتويجه الرسمي حتى تعادل باير ليفركوزن مع فرايبورج 2-2 يوم الأحد. رغم ذلك، كان الفريق البافاري يفضل الفوز باللقب على ملعبه في الجولة القادمة.

حقق بايرن اللقب رقم 33 في حقبة البوندسليجا منذ موسم 1963-1964، وإجمالاً اللقب 34، ليصبح أنجح نادٍ في ألمانيا. وقال هيربرت هاينر، رئيس النادي، يوم السبت: "أكدنا كثيراً أن لقب الدوري هو الأهم، لأنه يتطلب العمل الجاد طوال الموسم، ونستحقه بجدارة". وأضاف: "بالطبع كنا نرغب في مواصلة مشوارنا في دوري أبطال أوروبا وكأس ألمانيا، ولكن الفريق قدم عروضاً رائعة".

مدرب جديد وإصابات

حقق فريق ليفركوزن، بقيادة تشابي ألونسو، لقبي الدوري وكأس ألمانيا بدون هزيمة في الموسم الماضي، وأنهى سيطرة النادي البافاري على الدوري في 11 موسماً متتالياً. بدأ بايرن مهمة الثأر بتغيير القيادة الفنية بعد رحيل المدرب توماس توخيل.

لم يكن فنسنت كومباني، مدافع مانشستر سيتي السابق ومدرب بيرنلي، الخيار الأول لمسؤولي بايرن، وقد أثيرت تساؤلات في البداية حول أسلوبه في الضغط العالي الذي جعل دفاع الفريق ضعيفاً. تحسنت هذه المشكلة تدريجياً، لكنها لم تختف تماماً، بل ظهرت مجدداً في مباراة لايبزج.

عانى بايرن من إصابات عديدة في مشواره نحو اللقب هذا الموسم، مثل حارس المرمى مانويل نوير وزملائه ألكسندر بافلوفيتش ودايوت أوباميكانو وهيروكي إيتو وألفونسو ديفيز وكيم مين جاي وجمال موسيالا.

في المقابل، توهج مايكل أوليسي المنضم حديثاً، واستعاد لاعب الوسط ليون جرويتسكا مستواه وثقته بنفسه بعدما كان مرشحاً للرحيل في الصيف الماضي، ولمع أيضاً ليروي ساني.

سيكون كين الأكثر سعادة بلقب بايرن ميونخ، بعدما خسر مع فريقه السابق توتنهام لقب كأس الرابطة الإنجليزية مرتين في النهائي عامي 2015 و2021، ونهائي دوري أبطال أوروبا عام 2019 بالإضافة إلى نهائيي يورو 2020 و2024 مع المنتخب الإنجليزي.

وقال أولي هونيس، الرئيس الفخري لبايرن ميونخ: "إذا فزنا باللقب، فلن يستحقه أحد أكثر من (كين)". وأضاف هونيس: "لقد أصبح (هاري) لاعباً بارزاً في بايرن، يتدرب ويقاتل ويعمل بجدية، ويسجل عدداً هائلاً من الأهداف، ويضحي من أجل الفريق، ونشعر برغبته القوية في الفوز بهذا اللقب".

تأثير كومباني

صمد كومباني خلال فترات صعبة هذا الموسم، مثل الخروج من كأس ألمانيا أمام ليفركوزن، وأربع هزائم في دوري أبطال أوروبا، وفشل الفريق في التأهل للمباراة النهائية التي ستقام على ملعبه في 31 مايو/آيار الجاري.

وقال ماكس إيبرل، المدير الرياضي لبايرن: "محظوظون باكتشاف كومباني"، بينما أوضح جوشوا كيميتش، قائد الفريق: "المدرب البلجيكي ساعد في زيادة استقرار الفريق بعد لحظات مؤثرة مثل الخروج من دوري أبطال أوروبا، بينما في الماضي كنا نشكك في أنفسنا". وأضاف كيميتش: "لدينا أساس مختلف، وخاصة في غرفة الملابس".

وتحلى كومباني، الفائز بلقب دوري الدرجة الثانية الإنجليزي مع بيرنلي في 2023، بالتواضع قائلاً: "أشعر أن اللاعبين هم من فازوا باللقب، لذا لن أقول إنه لقبي".

بايرن ميونخ يسيطر على الدوري

خسر بايرن مرتين فقط في الدوري الألماني هذا الموسم، في ماينز وعلى أرضه ضد بوخوم بعد طرد جواو بالينيا، بينما فاز بصعوبة بالغة على الثنائي الصاعد هولشتاين كيل وسانت باولي بعد تقدمهما بفارق كبير.

عكست مباراة لايبزج أيضاً حقيقة بايرن هذا الموسم، حيث قلب تأخره من 0-2 إلى الفوز 3-2 قبل أن يستقبل هدفاً في الدقائق الأخيرة. استفاد بايرن أيضاً من عدم قدرة ليفركوزن على الحفاظ على مستواه في الموسم الماضي، وعدم قدرة وصيف الموسم الماضي، شتوتجارت وبوروسيا دورتموند على تشكيل أي تهديد.

وداع مولر في كأس العالم للأندية

سيحول بايرن ميونخ تركيزه بعد انتهاء مشوار الدوري إلى كأس العالم للأندية بشكله الجديد في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز.

ستكون هذه البطولة الجديدة بمثابة جولة وداع لتوماس مولر، نجم بايرن الذي لم يجدد عقده بعد 25 عاماً و34 لقباً مع النادي. وقال مولر عند إعلان رحيله الشهر الماضي: "ما أريده في وداعي هو الفوز بالألقاب والاحتفال بها معاً، وترك لحظات نتذكرها بشغف كبير".