البابا لاوون الرابع عشر يبدأ حبريته بانتقاد النماذج الاقتصادية التي تستنزف الأرض وتهمش الفقراء

ندّد البابا لاوون الرابع عشر الأحد في قداس بداية حبريته في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان “بأنماط اقتصادية تستنزف موارد الأرض وتهمّش الفقراء”.

وقال البابا البالغ 69 عاماً في عظته التي ألقاها باللغة الإيطالية “لا نزال نرى الكثير من الانقسامات والجراح الناتجة عن الكراهية والعنف والأحكام المسبقة والخوف من المختلف عنا، ومن أنماط اقتصادية تستنزف موارد الأرض وتهمش الفقراء”.

وتعهّد بابا الفاتيكان بالحفاظ على تعاليم الكنيسة الكاثوليكية والحث على مواجهة التحدّيات العصرية.

وأكد ضرورة أن تظل الكنيسة التي يتبعها 1.4 مليار عضو متمسّكة بإرثها المتجذر من دون أن تصبح منعزلة، قائلاً إنه لا مجال للدعاية الدينية أو استخدام القوة في مستقبل المؤسسة.

وحذّر من مركزية السلطة في الفاتيكان، قائلاً إنّه سيسعى إلى الحكم “من دون استسلام لإغراء الاستبداد”.

وشدّد على أنّه سيواصل، على الأقل في القضايا الاجتماعية كمكافحة الفقر وحماية البيئة، إرث البابا فرنسيس.

وأضاف أن الكرادلة الذين انتخبوه اختاروا شخصاً “قادراً على الحفاظ على التراث الغني للإيمان المسيحي، وفي الوقت نفسه، على استشراف المستقبل، لمواجهة أسئلة وهموم وتحدّيات عالم اليوم”.

وبعد عشرة أيام من انتخابه، ترأس البابا في الفاتيكان القداس بحضور عشرات آلاف المؤمنين وقادة أجانب عدة بينهم نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس.

ويمثل هذا القداس الذي بدأ عند العاشرة صباحاً (الثامنة صباحاً بتوقيت غرينتش) في ساحة القديس بطرس في روما وسط إجراءات أمنية مشددة، البداية الرسمية لحبرية أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الذي يعود إلى ألفي عام.

ويتسلم روبرت فرنسيس بريفوست الذي انتخب في الثامن من أيار/مايو بعد اجتماع مغلق للكرادلة استمر 24 ساعة، الرمزين البابويين في هذه المناسبة: الباليوم، وهو وشاح أبيض مصنوع من صوف خراف يوضع فوق بدلة الكهنوت على كتفي البابا تذكيرا بمهمته الأساسية وهي رعاية الخراف، أي المؤمنين، وخاتم الصياد الذي يقدم لكل بابا جديد ويتلف بعد وفاته في دلالة على انتهاء حبريته.

قبل القداس، قام البابا البالغ 69 عاماً والذي أمضى أكثر من 20 عاماً في البيرو، بجولة أولى في سيارته البابوية، بين المؤمنين.

وحضر نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس الذي كان آخر مسؤول أجنبي يلتقي البابا فرنسيس في 20 نيسان/أبريل، أي قبل يوم من وفاته، إلى جانب وزير الخارجية ماركو روبيو، وكلاهما كاثوليكيان متدينان.

وأثار انتخاب لاوون الرابع عشر، وهو من مواليد شيكاغو، حماسة كبيرة في الولايات المتحدة، لو أنه معارض لسياسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب المناهضة للهجرة.

ويحضر القداس أيضا الرؤساء الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والإسرائيلي إسحق هرتسوغ والنيجيري بولا أحمد تينوبو والبيروفية دينا بولوارتي واللبناني جوزف عون، بالإضافة إلى المستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

إجراءات أمنية مشددة كذلك، أكّد الملك فيليب والملكة ماتيلد من بلجيكا، وفيليبي السادس وليتيثيا من إسبانيا، والأمير إدوارد شقيق ملك إنكلترا تشارلز الثالث وغيرهم، أنهم سيحضرون القداس في ساحة القديس بطرس.

ويشهد قداس انطلاق الحبرية مراسم مهيبة ويزخر بالتقاليد.

بعد زيارته قبر القديس بطرس، تحت المذبح المركزي للكنيسة، توجه المرشد الروحي الجديد لحوالى 1,4 مليار كاثوليكي في موكب إلى الساحة للاحتفال بالقداس الذي يترجم إلى العديد من اللغات وسيبث مباشرة في كل أنحاء العالم.

وفي نهاية القداس، سيستقبل البابا وفود قادة الدول واحدا تلو الآخر داخل أكبر كنيسة في العالم.

وكما حدث أثناء جنازة البابا فرنسيس في 26 نيسان/أبريل، أعلنت السلطات الإيطالية تدابير أمنية مشددة مع نشر خمسة آلاف عنصر أمني وألفَي متطوع من الدفاع المدني في العاصمة الإيطالية.

ونشر أيضا قناصة وغواصون ووأمن سلاح الجو غطاء جويا وستطلق عمليات مكافحة المسيّرات.

وتمكن المؤمنون والزوار الذين لا يستطيعون الوصول إلى الساحة من متابعة القداس عبر شاشات عملاقة رُكّبت في الشارع الرئيسي المؤدي إلى الفاتيكان.

وخلال أسبوعه الأول في منصبه، وجّه لاوون الرابع عشر دعواته الأولى، بدءا بإطلاق سراح الصحافيين المسجونين وصولا إلى اقتراح التوسط بين الأطراف المتحاربة في كل أنحاء العالم.