تقدير للبطولة: وزير الثقافة السوري يكرم حراس المتحف الوطني الذين حموه من النهب

تداول سوريون على نطاق واسع مقطع فيديو لوزير الثقافة السوري محمد ياسين الصالح من أمام المتحف الوطني في دمشق، أعلن فيه عن تكريم اثنين من موظفي المتحف، تقديراً لدورهما في حمايته من النهب والتخريب في ليلة سقوط النظام السوري السابق.

وكانت مؤسسات ومرافق عامة عدة قد تعرضت للحرق والسرقة في تلك الليلة، على إثر انسحاب عناصر الشرطة وقوى الأمن وترك السلاح في الشوارع، ما فتح الباب أمام عمليات التخريب. غير أن موظفي المتحف الوطني آثروا البقاء لحماية مقتنياته، التي تشكّل جزءاً أساسياً من تاريخ وهوية سوريا الثقافية.

وخلال الأيام الأولى التي أعقبت إعلان سقوط نظام بشار الأسد، بادر طلاب من كليات الآثار وشباب جامعيون والمهتمون بالتاريخ إلى التطوع لحماية المتحف، بعد تداول صور ومقاطع تُظهر عمليات سرقة طالت القصور الرئاسية، وحرق مديرية الهجرة والجوازات، وصالات عرض المنطقة الحرة، ومراكز بيع الأجهزة التقنية.

ولقيت خطوة الوزير بتكريم الموظفين ترحيباً واسعاً، خصوصاً أنّ الجائزة بلغت خمسين مليون ليرة سورية (نحو خمسة آلاف دولار) لكل منهما، مقارنةً بجوائز رمزية أو معنوية درج عليها النظام السابق.

وعبّر كثيرون عن رغبتهم في التعرف إلى هوية الموظفين لتوجيه الشكر لهما علناً وتحفيز الشباب على الاقتداء بهما، فيما اعتبر آخرون أن المكرّمين يكملون رسالة عالم الآثار السوري خالد الأسعد، الذي أعدمه تنظيم داعش عام 2015 لرفضه الكشف عن أماكن تخبئة آثار تدمر. وتشير بعض المصادر إلى أنّ تلك الآثار نُقلت، إلى جانب مقتنيات من متحف حلب الوطني، إلى المتحف الوطني في دمشق.