عودة الحياة إلى معدان: افتتاح مركز النفوس يخفف معاناة الأهالي في استخراج الوثائق الرسمية

أعاد “تجمع معدان التنموي” تأهيل مبنى الشؤون المدنية (النفوس)، في مدينة “معدان” في ريف الرقة الشرقي. واستأنف مبنى النفوس العمل، في 21 من أيار، لاستصدار الوثائق الشخصية للأهالي في المدينة، مما اختصر عليهم السفر إلى محافظات الرقة أو حماة أو دير الزور للحصول على هذه الوثائق.

وتبعد مدينة معدان حوالي 70 كيلومترًا شرقي محافظة الرقة، وتعد المنطقة الوحيدة من محافظة الرقة التي تتبع للحكومة السورية، في حين تتبع أجزاء المحافظة الأخرى، لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بالإضافة لبلدتي تل أبيض وسلوك التابعتين لسيطرة “الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة.

“النفوس” مبادرة نابعة من الحاجة

استجابة للحاجة الملحة المتعلقة بتخفيف أعباء السفر عن أهالي معدان شرقي الرقة إلى المحافظات القريبة، بقصد استخراج الوثائق الرسمية، أطلق “تجمع معدان التنموي” مبادرة لتأهيل مبنى “النفوس” في المدينة.

وقال مدير مركز نفوس “معدان”، أحمد الياسين، لعنب بلدي، إن هذه الخطوة جاءت على أثر مناشدات عديدة من القاضي والنائب العام، بالإضافة لتقدير “تجمع معدان للتنمية”، أهمية الخدمات التي تقدمها هذه الدائرة في دعم واستقرار المجتمع. وأشار إلى أن استضافة المدينة أكثر من 17 ألف طالب، لتقديم امتحانات الشهادات الإعدادية والثانوية، قد لعب دورًا محوريًا في تسريع العمل.

تعاون حكومي.. دون دعم

حول آلية التنسيق مع الجهات الحكومية، تحدث أحمد الياسين، عن تنسيق مباشر وتعاون إيجابي، جرى بين “تجمع معدان التنموي” ووزارة الداخلية، في إطار إعادة تأهيل مركز الشؤون المدنية. كما تم التواصل مع المعنيين في مديرية الشؤون المدنية في محافظة دير الزور، من خلال رئيس مركز الاتصالات في مدينة معدان، لتأمين بعض أجهزة الكمبيوتر، والتنسيق مع الوزارة لإعادة تفعيل البوابات للموظفين.

وأوضح الياسن، أن جميع النفقات المرتبطة بإعادة التأهيل جرت تغطيتها من تبرعات أعضاء “تجمع معدان للتنمية”، مع غياب الدعم الحكومي أو الشراكة مع المنظمات الدولية والمحلية في الوقت الراهن.

تحديات وانعكاس إيجابي

تمثلت أبرز التحديات التي واجهت تنفيذ مشروع إعادت تأهيل مركز “النفوس” في مدينة معدان، في الجانب اللوجستي والتقني، خاصة فيما يتعلق بتأمين التجهيزات الفنية، والتواصل مع الجهات المعنية، وأكد مدير المركز، أحمد الياسين، أنه لم يتم تسجيل أي عقبات أمنية خلال مرحلة التنفيذ، مما ساعد على إنجاز العمل بسلاسة.

وأشار إلى أنه على الرغم من عدم توفر إحصائية دقيقة حتى الآن حول الإقبال الكبير للمركز، فإن عدد المعاملات اليومية تقدر بالعشرات. ويعمل “تجمع معدان للتنمية” على تزويد مديرية الأحوال المدنية حاليًا بنظام حديث لقطع رقم دور وشاشة عرض ونظام صوت ولوحات أرقام للكوات.

كوادر تطوعية

اختار “تجمع معدان للتنمية” الكادر من الشباب المتطوعين في المدينة، وتدريبهم بهدف إنجاز أعمال الصيانة والإدارة بكفاءة ومهنية. وأوضح أحمد الياسين أن الكادر يعمل بشكل “تطوعي” بشكل كامل، ولا توجد حاليًا أي عقود توظيف رسمية أو رواتب ثابتة، ودون أي التزامات مالية من جهات خارجية.

ويستصدر مبنى الشؤون المدينة في معدان الوثائق الرسمية مثل: بيان القيد، البيان العائلي، بيان زواج أو طلاق، بيان ولادة. أما الوثائق تسجيل الواقعات الجديدة وإصدار البطاقات الشخصية، فما زال متوقفًا كما هو الحال في بقية المحافظات السورية.