فيلم "إيجابي" يسلط الضوء على صراعات الحياة الزوجية في ظل الواقع السوري

حاز الفيلم السوري القصير "إيجابي" جائزة السيناريو ضمن فعاليات مهرجان "سوس" الدولي للفيلم القصير، في دورته الـ17 بالمغرب، في أيار الماضي. "إيجابي" فيلم مدته 22 دقيقة، تأليف وإخراج رامي نضال، وبطولة إليانا سعد وجبريل الحسام.

يتناول الفيلم قصة زوجين في دمشق عام 2024، تحيط بهما الضغوط والأزمات التي كان يعانيها الشارع السوري، فيستعدان للهجرة إلى أوروبا عبر تقديم طلب بإحدى السفارات، كمحاولة للنجاة، ولتوفير حياة كريمة لزوجين بمقتبل عمرهما، إذ تتولد الأحداث الدرامية بعد تقديمهما طلب الهجرة.

الفنانة إليانا سعد، قالت لعنب بلدي، إن دورها بالفيلم هو شخصية "يارا"، شابة متزوجة، تتفق مع زوجها على عدم الإنجاب، ضمن سلسلة تأجيل أولوياتهما، ريثما يهاجران، وعند معرفتها بحملها تبدأ وتيرة الصراع بينهما، فيلح زوجها على إجهاضها، ويكتشفان، بعد فوات الأوان، أن حملها لا يمنعهما من الهجرة، بل يسرع وتيرة القبول. "أغراني تقديم شخصية يارا" باعتبارها تعيش صراعات مع زوجها، وتبدأ علاقتهما بالبرود، بسبب الأوضاع الحاصلة، وجانب التضحية الذي تقدمه، بحسب ما بررته إليانا حول إغرائها بالدور.

وأوضحت أن المفارقة التي يحملها الفيلم، تتضمن أن كل شيء حول الزوجين سلبي، باستثناء نتيجة اختبار الحمل التي كانت إيجابية، ولم يشعرا بها.

بدوره، مؤلف ومخرج الفيلم رامي نضال، قال لعنب بلدي، إن قصة الفيلم تتمحور حول زوجين يقطنان في سوريا عام 2024، ويعانيان من الواقع السوري الأسود، الذي صاحب تلك الفترة، كالتقنين الكهربائي، وعدم توفر الأساسيات، والاقتصاد السيئ.

وفي سرده لخط الفيلم الدرامي، شرح المخرج نضال أنه في أثناء تقديم الزوجين طلب هجرة لإحدى الدول، تكتشف الزوجة "ريم" أنها حامل، وهذا غير مخطط له، ويعد خبرًا مفرحًا لأي زوجين، ولكن بالظروف التي تمر بهما، تحول الخبر إلى صراع درامي بين الزوجين، وبعد هذا الصراع، تنكشف قصص وتراكمات بينهما.

وعزا دوافع الفيلم إلى محاولة لتسليط الضوء على الواقع السوري، والتغيرات التي طرأت عليه، ولتراجع الحالة الثقافية في سوريا بالعموم، وخاصة الحركة السينمائية، باعتبار أن الإنتاج السينمائي السوري ما زال ضعيفًا.

وأشار إلى أن الفيلم هو منحة مقدمة من أكاديمية "شيراز" للسينما، إذ قدمت عرضًا عبر تمويل أفلام قصيرة، وكان فيلم "إيجابي" من ضمن السيناريوهات المقبولة، وأنتج أواخر عام 2023، وعرض في دار "الأوبرا" بدمشق في تموز 2024.

اعتبرت الفنانة إليانا سعد أن حصول الفيلم على جائزة، ومشاركته بمهرجان عربي، هو خطوة إيجابية ولافتة للسينما السورية، نتيجة العزلة التي كانت مفروضة ع سوريا.

المخرج رامي نضال، قال لعنب بلدي، إن أول مشاركة للفيلم بالمهرجانات العربية، نال جائزة كأفضل سيناريو في مهرجان "سوس" بالمغرب، معتبرًا ذلك إنجازًا للسينما السورية.

وتعتبر مشاركة أفلام السينما السورية في المهرجانات العربية والعالمية في مرحلة احتضار، نتيجة ضعف الإنتاج السينمائي.