حذرت مصادر دولية وإقليمية من إمكانية استغلال تنظيم "الدولة الإسلامية" لحالة الانهيار المحتملة في بنية النظام السوري للعودة إلى الساحة مجدداً، سواء في سوريا أو في العراق المجاور، وسط مؤشرات متزايدة على تحركات ميدانية جديدة للتنظيم.
ونقلت وكالة "رويترز"، الخميس، عن أكثر من 20 مسؤولاً من دول مختلفة، بينهم دبلوماسيون وخبراء أمنيون من سوريا والعراق والولايات المتحدة وأوروبا، أن التنظيم شرع بالفعل في إعادة تفعيل شبكاته، من خلال تنشيط مقاتليه وتحديد أهداف عملياتية، إضافة إلى توزيع الأسلحة وتكثيف جهود التجنيد والحملات الدعائية.
ووفقاً لبيانات موقع "سايت إنتيليجنس"، فقد نفذ التنظيم 38 هجوماً داخل سوريا منذ بداية عام 2025، وسط توقعات بأن يتجاوز هذا الرقم 90 هجوماً مع نهاية العام، ما يمثل قرابة ثلث عدد الهجمات المسجلة في عام 2024.
بالمقابل، أفاد مسؤولون أمنيون من سوريا والعراق، ممن يتابعون تحركات التنظيم منذ سنوات، أنه تم إحباط 12 مخططاً كبيراً على الأقل خلال العام الجاري، في إطار الجهود المستمرة لمكافحة عودة التنظيم.
كما كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، إلى جانب مسؤولين سوريين، أن الولايات المتحدة تشارك دمشق في تبادل معلومات استخباراتية "بصورة محدودة"، دون توضيح ما إذا كانت تلك المعلومات شملت العمليات الأخيرة التي شهدتها مدينة حلب.
في هذا السياق، أشار متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي ومسؤول دفاعي أميركي إلى أن القدرات القتالية لخلايا التنظيم تراجعت بشكل كبير، لكن في المقابل، حذر عدد من المسؤولين العرب والغربيين من التقليل من شأن الخطر، مؤكدين أن التنظيم لا يزال يمتلك مرونة عالية وقدرة على استغلال الثغرات الأمنية.
وأعرب مسؤولان أوروبيان عن مخاوف متزايدة من عودة المقاتلين الأجانب، مشيرين إلى أن أجهزة استخبارات أوروبية رصدت في الآونة الأخيرة وصول عدد محدود من الأشخاص المشتبه في انتمائهم إلى جماعات متطرفة داخل سوريا، دون توفر دلائل قاطعة حول ارتباطهم المباشر بتنظيم "الدولة".
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية التزام بلاده بمواصلة العمل لمنع عودة التنظيم، مشددًا على استمرار وجود “شركائنا السوريين الموثوقين” على الأرض، وأضاف أن واشنطن “تراقب عن كثب أداء حكومة الرئيس أحمد الشرع، التي أظهرت حتى الآن التزامًا بالمواقف السليمة”، بحسب تعبيره. زمان الوصل
سياسة
اقتصاد
سياسة
سياسة