أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة نسفت جدوى المفاوضات النووية المرتقبة مع الولايات المتحدة.
في تصريحات أدلى بها للتلفزيون الرسمي الإيراني يوم السبت، أوضح بقائي تأثير الهجمات الإسرائيلية على الجولة الجديدة من المحادثات النووية غير المباشرة، التي كان من المزمع عقدها يوم الأحد في مسقط، عاصمة سلطنة عمان.
وشدد قائلاً: "لقد قام الطرف الآخر بعمل جعل الحوار والمفاوضات عديمة الفائدة".
وأشار إلى التناقض في مواقف واشنطن، التي تدعو إلى الحوار من جهة، وتسمح لإسرائيل بانتهاك سيادة إيران من جهة أخرى.
وأكد بقائي أن إسرائيل لم تكن لتشن هذا الهجوم على إيران دون ضوء أخضر أمريكي، محملاً الإدارة الأمريكية مسؤولية هذا العمل غير القانوني.
وفيما يتعلق بمستقبل المفاوضات، ذكر بقائي أنه سيتم اتخاذ قرار نهائي بشأنها يوم الأحد.
وكانت طهران قد أعلنت يوم الجمعة تعليق المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران، الذي استهدف عدة مواقع، بما في ذلك منشآت نووية.
وبدأت إسرائيل، فجر الجمعة، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوماً واسعاً على إيران بعشرات الطائرات المقاتلة، أطلقت عليه اسم "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ في مناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن الهجوم "استباقي" وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، بينما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية "غير المسبوقة" تهدف إلى "ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى".
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران عملية أسمتها "الوعد الصادق 3"، رداً على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن ستة، مما أدى – بحسب وسائل إعلام عبرية – إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة، فضلاً عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "حدث خطير جداً" في تل أبيب، عقب قصف إيراني استهدف موقعاً استراتيجياً، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة وتعليمات التعتيم المفروضة من قبل الجيش.
ويعتبر الهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل تحولاً واضحاً من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.
وأكد مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة لا تزال ترغب في إجراء مباحثات مع إيران، على الرغم من إعلان طهران يوم السبت أنه "لا معنى" لمشاركتها في محادثات كانت مقررة مع واشنطن يوم الأحد في ظل الضربات الإسرائيلية.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: "لا زلنا نأمل في إجراء المباحثات" مع الجمهورية الإسلامية.
وأعلنت سلطنة عمان، التي تقوم بدور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران في مباحثاتهما النووية، يوم السبت أن جولة المحادثات التي كانت مقررة يوم الأحد بين الطرفين لن تعقد.
وكتب وزير الخارجية القطري، بدر البوسعيدي، عبر منصة إكس: "المباحثات بين إيران والولايات المتحدة التي كانت مقررة في مسقط الأحد لن تحصل. لكن الدبلوماسية والحوار يبقيان السبيل الوحيد نحو سلام دائم".