لليوم الثالث على التوالي، تتصاعد حدة المواجهة غير المسبوقة بين "إسرائيل" وإيران، مع تبادل الضربات الجوية والصاروخية. وفي خضم هذا التصعيد، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من أنها ستواجه "كامل قوة" الجيش الأميركي إذا هاجمت الولايات المتحدة، معرباً في الوقت نفسه عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين طهران و"إسرائيل" لإنهاء هذا الصراع.
دوت انفجارات جديدة في طهران، حيث يواصل سلاح الجو الإسرائيلي شن ضربات في مناطق عدة من إيران، وذلك بعد ساعات من إطلاق إيران صواريخ على "إسرائيل" في اليوم الثالث من المواجهة. وأفادت وكالة "أف ب" بسماع دوي انفجارات في العاصمة الإيرانية، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية تفعيل وسائط الدفاع الجوي للتصدي لهجمات جديدة.
نشرت صحيفة "شرق" مقطع فيديو لتصاعد أعمدة الدخان في شرق العاصمة، بينما أعلن "الجيش الإسرائيلي" عن ضربه "أكثر من 80 هدفاً" في طهران، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع الإيرانية والمشروع النووي.
أكدت وكالة "تسنيم" الإيرانية استهداف وزارة الدفاع، وتعرض أحد مبانيها لأضرار طفيفة. كما أعلنت وزارة النفط الإيرانية استهداف خزانين للوقود في طهران.
يأتي هذا التصعيد بعد إطلاق إيران وابلاً من الصواريخ على "إسرائيل"، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص. وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي باستهداف مواقع الأسلحة في طهران وغيرها، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عزمه على ضرب "كل مواقع النظام" في إيران.
حذر الرئيس الأميركي إيران من أنها ستواجه "كامل قوة" الجيش الأميركي إذا هاجمت الولايات المتحدة، مؤكداً أن واشنطن "لا علاقة لها" بالضربات الإسرائيلية على طهران. ونقلت وكالة "رويترز" عن ترامب قوله: "بإمكاننا التوصل بسهولة إلى اتفاق بين طهران و"إسرائيل"، وإنهاء هذا الصراع الدموي".
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الإيراني أن لديهم دليلاً قاطعاً على دعم القوات الأميركية والقواعد الأميركية في المنطقة لهجمات القوات العسكرية الإسرائيلية.
وقبل الفجر، دوت صفارات الإنذار وسُمع دوي انفجارات في القدس وتل أبيب جراء وابل من الصواريخ الإيرانية. وقُتل عشرة أشخاص وجُرح أكثر من 200 في منطقة تل أبيب وبلدة طمرة، ما رفع عدد القتلى منذ بدء الصراع إلى 13، بينهم أطفال.
في المقابل، واصلت المقاتلات الإسرائيلية قصف إيران، وغطّت سحابة كثيفة من الدخان سماء طهران بعد ضربة ليلية على مستودع وقود. وطلبت السلطات في طهران من موظفيها العمل عن بُعد في الأيام المقبلة.
منذ إعلان سفير ايران لدى الأمم المتحدة سقوط 78 قتيلاً في إيران، لم تُعلن السلطات عن حصيلة للقتلى جراء الضربات الإسرائيلية. وتتهم أميركا ودول غربية أخرى، إلى جانب "إسرائيل"، إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، بينما تنفي طهران ذلك.
وأُلغيت محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن حول البرنامج النووي الإيراني، كانت مقررة في عُمان، واتهمت طهران إسرائيل بعرقلتها.
الجمعة، استهدفت "إسرائيل" مئات المواقع العسكرية والنووية الإيرانية، مؤكدة أن طهران تقترب من "نقطة اللاعودة" في البرنامج النووي. وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين كبار وتسعة علماء في البرنامج النووي الإيراني.
وأعلنت "إسرائيل" السبت أن حملتها الجوية المتواصلة سمحت لها بتحقيق "حرية الحركة في الأجواء" من غرب إيران وصولاً إلى طهران، بعدما استهدفت أنظمة دفاع جوي وعشرات منصات إطلاق الصواريخ في إيران. واستهدفت الضربات الإسرائيلية منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز في وسط إيران، ومواقع نووية أخرى في البلاد. كما أعلن الجيش الإسرائيلي "تدمير" مصنع لتحويل اليورانيوم في أصفهان.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء، عن طهران تحذيرها من أنها ستهاجم أهدافاً في المنطقة تابعة للدول التي تساعد "إسرائيل" في صد الهجمات الإيرانية.
