نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" تقريراً تحليلياً يستند إلى مصادر وخبراء للإجابة على سؤال: هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز؟ يأتي هذا التساؤل بعد تهديد إيراني، حيث نقلت وكالة "تسنيم" عن عضو لجنة الأمن في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، أن إغلاق المضيق "قيد الدراسة".
يقع مضيق هرمز بين عُمان وإيران، وهو ممر بحري حيوي يربط الخليج العربي بخليج عُمان وبحر العرب. يعتبر أهم ممر نفطي في العالم، حيث يمر عبره ما يقرب من 90% من صادرات نفط الخليج العربي، أي حوالي 20 مليون برميل يومياً في عام 2022، وهو ما يمثل خُمس شحنات النفط العالمية، بالإضافة إلى 20% من الغاز الطبيعي السائل.
هددت إيران بإغلاق المضيق عدة مرات، أبرزها عام 2018 بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وقبل ذلك، في عامي 2011 و2012، حذر مسؤولون إيرانيون من إغلاقه إذا فرض الغرب عقوبات إضافية على صادراتها النفطية.
يستعرض تقرير "الشرق الأوسط" تحولات التجارة العالمية بين 2001 و2022، حيث انخفضت صادرات النفط الخام من الخليج العربي إلى الولايات المتحدة بنسبة 72% وإلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 37%. في المقابل، زادت واردات الصين من نفط الخليج العربي بنسبة 800%، لتستحوذ على أكثر من 30% من واردات النفط الخام من الخليج العربي في عام 2022، بينما بلغت حصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي 4.1% و8.1% على التوالي.
تعد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وتستحوذ على 23% من الواردات العالمية، كما أنها المستورد الأول للنفط الإيراني والشريك التجاري الأكبر لإيران.
يعتقد مراقبو السوق أن إغلاق المضيق غير مرجح، بل قد يكون مستحيلاً. وترى إيلين والد من شركة "ترانسفيرسال" أنه لا توجد "أي فائدة صافية" لإيران من إعاقة مرور النفط، وأن ذلك سيؤدي إلى رد فعل عنيف من الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، والتي "لا ترغب في أن يتعطل تدفق النفط من الخليج بأي شكل من الأشكال".
يؤكد الدكتور أنس الحجي أن تعطيل القناة قد يكون نقمة أكثر منه نعمة لطهران، لأن معظم السلع الاستهلاكية اليومية لإيران تأتي عبر هذا الطريق.
ترى صحيفة "ذي إيكونوميست" أن مثل هذا الإجراء سيكون تهوراً، سيما وأن هذا الممر المائي حيوي لإيران نفسها.
يقول المحللون إن إغلاق المضيق غير ممكن عملياً، لأن معظمه يقع في عُمان، وليس في إيران، وأنه واسع بما يكفي بحيث لا يستطيع الإيرانيون إغلاقه. وتشير والد إلى أنه يمكن للسفن سلوك طرق بديلة عبر الإمارات العربية المتحدة وعُمان.
يلخص البروفسور بول سوليفان الموقف بالقول: "لن يخنقوا اقتصادهم بإغلاقه".
في حين قالت آمنة بكر من شركة "كبلر": "يُعد إغلاق المضيق سيناريو متطرفاً، مع أننا في وضع حرج. لهذا السبب لا أستبعد هذا الخيار تماماً".