الإثنين, 16 يونيو 2025 03:13 PM

إيران وإغلاق مضيق هرمز: هل تتجرأ طهران على هذه الخطوة وما هي التداعيات المحتملة؟

إيران وإغلاق مضيق هرمز: هل تتجرأ طهران على هذه الخطوة وما هي التداعيات المحتملة؟

أثار تصريح عضو لجنة الأمن في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، حول "دراسة" خيار إغلاق مضيق هرمز، تساؤلات جدية حول قدرة طهران على تنفيذ هذا التهديد. وجاء التصريح عبر وكالة "تسنيم" الرسمية، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، ما دفع صحيفة "الشرق الأوسط" لنشر تقرير تحليلي يستعرض تاريخ هذه التهديدات والواقع الجيوسياسي والتجاري المحيط بالمضيق.

يُعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات البحرية في العالم، إذ يعبر منه نحو 20 مليون برميل نفط يوميًا، ما يمثل خُمس الشحنات النفطية العالمية. كما تمر عبره 20% من شحنات الغاز الطبيعي السائل، ويشكّل بوابة أساسية لصادرات الخليج من النفط، نظراً لغياب طرق بديلة فعالة.

ورغم تهديدات إيران المتكررة في أعوام 2011، 2012 و2018 بإغلاق المضيق، فإن هذه التهديدات لم تُنفّذ، ويرى محللون أن خطوة كهذه ستكون لها كلفة باهظة على طهران، خاصة أن غالبية صادراتها ووارداتها تمر عبره.

تغيّرت ديناميكيات سوق النفط خلال العقدين الماضيين، حيث تراجعت صادرات نفط الخليج إلى الولايات المتحدة بنسبة 72%، وإلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 37%. في المقابل، تضاعفت واردات الصين من نفط الخليج بنسبة 800%، لتصبح الشريك التجاري الأول لإيران، والمستورد الأكبر للنفط الإيراني، بما يزيد عن 75% من صادراتها.

ويرى مراقبون أن الصين، كقوة اقتصادية عالمية، ستستخدم نفوذها للضغط على إيران لتجنّب أي تعطيل في إمدادات النفط، ما يجعل خيار إغلاق المضيق غير مرجّح. ووفق إيلين والد، رئيسة شركة "ترانسفيرسال"، فإن خطوة كهذه "لا تحقق أي فائدة صافية لطهران" وستجلب عليها ردود فعل قاسية، خاصة من بكين.

أما الدكتور أنس الحجي، خبير اقتصاديات الطاقة، فيشير إلى أن أي تعطيل في المضيق سيؤذي أصدقاء إيران قبل خصومها، نظراً لاعتمادها هي ذاتها على المضيق في استيراد حاجاتها الأساسية. ويؤكد أن المضيق "ليس تحت السيطرة الإيرانية الكاملة" لأن معظمه يقع ضمن المياه العُمانية.

وتدعم صحيفة "ذي إيكونوميست" هذا الطرح، معتبرة أن التهديدات الإيرانية بإغلاق المضيق تفتقر للواقعية، وأنه إجراء من شأنه أن يضر بإيران أكثر مما يفيدها.

من جانبها، تشير آمنة بكر، من شركة "كبلر"، إلى أن الخيار، رغم تطرفه، لا يمكن استبعاده تمامًا في ظل التصعيد الحالي، مما يجعله احتمالاً يحتاج إلى دراسة دقيقة.

في المحصلة، يبقى تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز ورقة ضغط سياسية، يصعب تنفيذها عمليًا دون أن ترتد نتائجها سلبًا على طهران نفسها، في ظل التداخلات الاقتصادية والجغرافية المعقدة التي تحيط بأحد أكثر الممرات البحرية حيوية في العالم.

مشاركة المقال: