الإثنين, 16 يونيو 2025 09:53 PM

بعيون يافعات عفرين: معرض "عدسة وحكاية" يوثق الواقع المرير وينشر الأمل

بعيون يافعات عفرين: معرض "عدسة وحكاية" يوثق الواقع المرير وينشر الأمل

احتضن مركز “ريليزمي” في مدينة عفرين معرضًا فنيًا بعنوان “عدسة وحكاية”، يوم السبت، ليصبح منصة للإبداع والتعبير لليافعات من أسر ضحايا الإخفاء القسري، واحتفالًا بإنجازاتهن بعد أسابيع من ورش التصوير والأعمال اليدوية.

أوضحت مديرة المركز، يسرى حيدر، أن المعرض هو نتاج عمل 20 فتاة يافعة، 12 منهن في ورشة الأعمال اليدوية، و8 في ورشة التصوير الصحفي، حيث قدّمن أعمالًا فنية وإنسانية تعكس تجاربهن ومواقفهن من قضيتهن.

تضمن المعرض صورًا فوتوغرافية التقطتها الفتيات، مصحوبة بأخبار وتقارير صحفية كتبنها حول هذه الصور، في تجسيد لتجربة المراسل الصحفي. كما عُرضت منتجات يدوية متنوعة، مثل ديكورات منزلية، إكسسوارات، ورسومات مصنوعة من مواد بسيطة أو معاد تدويرها، مما يعكس حسًا فنيًا مبتكرًا واهتمامًا بالبيئة والهوية.

قالت المدربة حنين السيد: "شاركت في المعرض الذي ضمّ صورًا التقطتها فتيات قمت بتدريبهن على التصوير الصحفي. ورغم أن أعمارهن تتراوح بين 12 و18 عامًا، فإن الأعمال كانت ناضجة بشكل لافت، حيث وثّقت الصور قضايا واقعية كعمالة الأطفال، دمار البلدات، آثار الزلزال، وموسم الورد، إلى جانب تحديات المهجّرين، والقمامة، والتغيرات المناخية، وحتى خطر وجود معمل قرب أحد المخيمات."

وأضافت: "أكثر ما أثار إعجابي أن هذه التغطيات لم تكن سطحية، بل حملت وعيًا حقيقيًا وانعكاسًا لمعاناة الفتيات وتجاربهن. التجربة أكدت لي مجددًا مدى وعي الجيل الذي نشأ في مناخ الثورة. ما شاهدته اليوم هو بداية لمسار تقوده فتيات قادرات على التعبير والمطالبة والتغيير."

قامت اليافعات أنفسهن بالتحضير للمعرض، بدءًا من تجهيز المكان وتنسيق المطبوعات، وصولًا إلى دعوة الأهالي والمجتمع المحلي، مما عزز روح القيادة والمبادرة لديهن، بحسب المنظمين.

أكدت حيدر أن هدف المعرض يتجاوز الإبداع الفني، ويهدف إلى تمكين اليافعات نفسيًا واجتماعيًا، وتزويدهن بالمعرفة الحقوقية حول قضية الإخفاء القسري، التي تعتبر من أكثر القضايا إيلامًا في المجتمع السوري. كما سعى المعرض إلى توفير مساحة آمنة لليافعات للتعبير عن أنفسهن، والتواصل مع المجتمع، وبناء وعي جماعي قادر على حمل القضية نحو العدالة الانتقالية.

وأضافت حيدر: "رسالة المعرض الأساسية هي أن الفتيات قادرات على التغيير. من حقهن أن يكنّ صوتًا قويًا في مجتمعاتهن، وأن يتجاوزن التحديات المرتبطة بالفقد والتهميش، وأن يحصلن على الدعم والتمكين الحقيقي."

شهد المعرض، الذي استمر أربع ساعات، حضورًا لافتًا من الأهالي وأصدقاء المشاركات، بالإضافة إلى ممثلي منظمات المجتمع المدني المحلية، مما خلق أجواءً تفاعلية داعمة.

اختُتمت الفعالية برسائل أمل عبّرت عنها الفتيات، وسط تشجيع من أسرهن، واعتبرته المنظمات خطوة أولى نحو بناء جيل شاب واعٍ، قادر على حمل قضية المُغيّبين قسرًا نحو الضوء، كما ذكرت المدربتان حنين السيد (ورشة التصوير)، وروعة حيدر (ورشة الأعمال اليدوية).

مشاركة المقال: