الأربعاء, 18 يونيو 2025 04:08 AM

تآكل الثقة في سوريا: كيف فكك النظام والمحنة الاجتماعية الروابط بين السوريين (الجزء الأول)

تآكل الثقة في سوريا: كيف فكك النظام والمحنة الاجتماعية الروابط بين السوريين (الجزء الأول)

المهندس نضال رشيد بكور: لم تنكسر الثقة بين الناس في سوريا فجأة بسبب الحرب فقط. الحرب كانت الكسر الظاهر، لكن الخدش بدأ قبلها بزمن طويل، بصمتٍ بطيء.

فالنظام الذي حكم البلد لعقود لم يكتفِ بالقبضة الأمنية بل عمل على تفكيك الروابط الاجتماعية تدريجياً، جاعلًا المواطن يتوجس من جاره، وزارعًا الخوف حتى داخل العائلة. ربط الوظائف، والفرص، وحتى الأمن الشخصي، بالولاء. في بيئة كهذه، يصبح الشك ثقافة، والصمت فضيلة، والصراحة تهمة.

جاءت الحرب وكشفت هذه الهشاشة المتراكمة. فالعلاقات التي كنا نظنها صلبة، سقطت عند أول اختبار. اختلفنا في المواقف السياسية، فافترقنا. تباعدنا خوفاً، أو تملقاً، أو بسبب روايات إعلامية صنعت منّا خصوماً دون أن نلتقي.

الثقة لم تنكسر فقط لأن الناس تغيرت، بل لأن النظام البائد أفسد البنية العميقة للروابط بين الأفراد، جاعلًا من الحياد حكمة، ومن الشك أداة بقاء، ومن العزلة حماية.

في الحقيقة، نحن لا نعيد بناء المجتمع بعد الحرب فقط، بل نحاول تحرير أنفسنا من أثر عقودٍ من التفكك المقصود. لكن… هل نستطيع؟ نعم، بشرط أن نفهم أن الثقة لا تُبنى فقط بكلمات طيبة، بل بعدالة تعيد الحقوق، وأمان لا يتغيّر بتغير المزاج السياسي، وحوار مفتوح لا يخضع للمراقبة.

هل شعرتَ يوماً أن الخوف سبق حتى الحرب؟ هل لاحظتَ كيف غُرِس فينا الشك، لا بسبب الناس بل بسبب ما فُرض علينا أن نكونه؟

وللحديث تتمة 17/6/2025 (موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

مشاركة المقال: