تتوقع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عودة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلادهم أو مناطقهم الأصلية بحلول نهاية عام 2025، لكنها في الوقت نفسه تُحذر من إجبارهم على العودة، لا سيما من قبل دول مثل هولندا.
وبحسب تقديرات المفوضية، من المتوقع أن يعود أكثر من 3-5 ملايين سوري من أصل 13-5 مليون لاجئ، منهم مليونا نازح داخلي، و 1-5 مليون لاجئ من دول الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن. ويبلغ عدد اللاجئين السوريين حاليًا نحو 13-5 مليون، منهم أكثر من 6 ملايين خارج البلاد.
ونقل موقع parool عن مصدر في الأمم المتحدة أن سوريا تُعدّ "نقطة مضيئة"، إذ بدأ اللاجئون بالعودة إلى وطنهم أو إلى مناطقهم الأصلية، منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024. وقد بلغ عدد العائدين حتى مايو/أيار نحو 1-7 مليون شخص، منهم 1-2 مليون نازح داخلي، ونصف مليون لاجئ عادوا من الخارج.
ورغم هذا التقدم، شددت المفوضية على ضرورة عدم إجبار اللاجئين على العودة، مؤكدةً أن "من حقهم الحصول على الحماية في البلدان التي لجأوا إليها". وتزداد أهمية هذا التحذير في ظل إعلان الحكومة الهولندية مؤخرًا عن نيتها تشديد إجراءات اللجوء بحق السوريين.
فقد صرّح ديفيد فان ويل، وزير اللجوء بالوكالة (عن حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية)، أن السوريين الذين لا يزالون في طور دراسة طلباتهم، أو الوافدين الجدد، سيخضعون لتقييمات أكثر صرامة. ويُقدّر عدد السوريين المقيمين في هولندا بنحو 150 ألف شخص، بينهم من حصلوا على إقامات، وآخرون ما زالوا في مراحل اللجوء الأولى.
خطط ملموسة للعودة
وفي استطلاع أجرته المفوضية، أعرب السوريون المقيمون في دول الجوار عن رغبتهم الكبيرة في العودة، بينما كان الوضع مختلفًا لدى من يعيشون في بلدان أبعد، مثل هولندا؛ حيث أفاد 3% فقط منهم بأن لديهم خططًا ملموسة للعودة خلال عام 2025، في حين يرغب أكثر من 80% بالبقاء، ولم يقرر 13% بعد.
ويُعزى تردد الكثيرين في العودة إلى عدة عوامل، أبرزها القلق بشأن المساكن المتضررة أو المدمرة، إضافة إلى استمرار التحديات الأمنية، رغم سقوط النظام السابق. كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة، وانقطاع الكهرباء، ونقص المياه، وضعف البنية التحتية والخدمات الصحية والتعليمية، كلها أسباب تدفع السوريين لتأجيل عودتهم، رغم حنينهم إلى الوطن.
هشاشة اللاجئين حول العالم
وفي تقريرها السنوي، أعربت المفوضية عن قلقها المتزايد حيال أزمة اللاجئين العالمية، إذ ارتفع عدد النازحين حول العالم مجددًا، متجاوزًا 120 مليونًا. وقد أصبحت السودان الدولة الأولى عالميًا من حيث عدد اللاجئين (14-3) مليون)، تليها أفغانستان (10-3 مليون)، ثم أوكرانيا (8 -8 مليون).
وأشارت المفوضية إلى أن عدد اللاجئين تضاعف تقريبًا مقارنة بما كان عليه قبل عشر سنوات، في حين بقيت ميزانيتها على حالها منذ عام 2015، ما أجبرها على إجراء "تخفيضات وحشية ومستمرة في المساعدات الإنسانية"، وهو ما وصفته بأنه "وضع لا يُطاق، يزيد من هشاشة اللاجئين حول العالم".
فارس الرفاعي - زمان الوصل