الأربعاء, 18 يونيو 2025 08:37 PM

صراع إيران وإسرائيل: حرب بالوكالة أم إعادة تشكيل للشرق الأوسط؟

صراع إيران وإسرائيل: حرب بالوكالة أم إعادة تشكيل للشرق الأوسط؟

أحمد رفعت يوسف: ما يجري بين إيران والكيان الإسرائيلي يتجاوز الصراع المباشر بينهما، فهو محاولة لتغيير منطقة الشرق الأوسط برمتها، وفقًا لرؤية التيار الترامبي القائمة على التنمية والمنافسة السياسية والاقتصادية، وإقامة فيدراليات إقليمية بديلة عن مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على العسكرة والتقسيم.

هذه الرؤية الترامبية تعود إلى أفكار الآباء المؤسسين للمشروع الصهيوني، مثل تيودور هرتزل وجابوتنسكي وبن غوريون وشمعون بيريز، الذين دعوا إلى كومنولث أو كونفدرالية شرق أوسطية. واليوم، يُعاد طرح هذا المشروع بنسخته الجديدة وفق الاتفاق الإبراهيمي.

مشروع الشرق الأوسط الجديد (الترامبي) هو نتاج التطورات الكبيرة التي شهدتها المنطقة والعالم، منذ انهيار الاتحاد السوفييتي مروراً بالربيع العربي وصولاً إلى طوفان الأقصى والتغيير الدراماتيكي في سورية والمواجهة الإيرانية الإسرائيلية. وقد أفرزت هذه التطورات تغيرات عميقة في الخريطة الجيوسياسية العالمية، مثل صعود اليمين الأمريكي المحافظ، والصعود الصيني الكبير، وصعود قوى وتحالفات جديدة، وتراجع الأهمية الجيوسياسية لأوروبا.

تهدف هذه التطورات إلى الهيمنة الأمريكية على منطقة غرب آسيا، والسيطرة على مصادر الطاقة فيها، ومحاصرة الصين وروسيا، ووقف المشاريع الإيرانية والتركية، وإسقاط الإسلام السياسي.

الإعلام الإسرائيلي لا يعكس الحقيقة حول خسائر إسرائيل، لكن إيران تمكنت من توجيه ضربات موجعة. الحرب اليوم سجال، واستمرارها سيكون لصالح إيران بسبب محدودية الجغرافيا الإسرائيلية وعدم قدرتها على تحمل صراع طويل.

التطور الخطير هو ظهور مؤشرات لانكسار أحد الطرفين، لأن وراء كل طرف منظومة تعتبر نفسها مستهدفة. فانكسار إسرائيل يعني نهاية الإمبراطورية الأمريكية، وانكسار إيران يعني استهداف دول أخرى مثل الصين وروسيا.

استمرار القتال لا يزعج ترامب، ويرى أن الطرفين يجب إضعافهما. من المستبعد أن تتمكن حكومة نتنياهو من جر الولايات المتحدة إلى الحرب، والقوى الإقليمية والدولية تدرك خطورة الوضع وتسعى لعدم توسيع القتال.

قد تستمر الحرب لفترة، ثم تتدخل الولايات المتحدة والدول الفاعلة لوقفها، واستخدام الأساليب الناعمة لإزاحة أنظمة الإسلام السياسي وحكومة نتنياهو. مستقبل الخريطة الجيوسياسية مرهون بالصراع الأمريكي الصيني.

مشاركة المقال: