الخميس, 19 يونيو 2025 01:46 AM

كنوز الماضي: كتاب جديد يسلط الضوء على رواد علم الآثار في الشرق القديم

اكتشافات ومغامرات: نظرة على رواد علم الآثار في كتاب جديد

دمشق-سانا: يستعرض الدكتور عيد مرعي في كتابه الجديد "عالم آثار العالم القديم- رواده ومواقعه ومصطلحاته"، أبرز الشخصيات التي ساهمت في اكتشاف الآثار في منطقة الشرق، بدءًا من حقبة الاستشراق وصولًا إلى البعثات الأثرية العلمية الأجنبية والمحلية.

يشير الكتاب، الصادر حديثًا عن الهيئة العامة السورية للكتاب، إلى أن المرحلة الأولى من اكتشاف الآثار، والتي بدأت منذ أكثر من قرنين، اتسمت بروح المغامرة والبحث عن الكنوز، حيث لم يكن التنقيب العلمي قد تطور بعد، وغالبًا ما كانت المواقع الأثرية تُكتشف بالصدفة.

يسلط الدكتور مرعي الضوء على أهم المستكشفين الذين زاروا الشرق وسعوا لاكتشاف ووصف آثار مدنه القديمة، مثل بول إميل بوتا، فيكتور بلاس، بيلزوني، دو سارزيك، هوارد كارتر، وليم ألبرايت، وموريس دونان وغيرهم.

ويوضح الكتاب أنه مع بداية القرن العشرين، بدأ التحول نحو البحث المنهجي، وظهرت مؤسسات بحث أثرية في جامعات عالمية، وأصبحت المهمة مقتصرة على متخصصين ذوي معرفة بتاريخ الحضارات القديمة.

يقدم الكتاب لمحة عن عدد من المكتشفين البارزين مثل روبرت كولدفاي (مكتشف بابل)، ليونارد ووللي (مكتشف أور وألالاخ)، ديفيد أوتس (تل الرماح وتل براك)، باولو ماتييه (إبلا)، وجاك كوفان (تل المريبط)، مع التأكيد على أن مساهمات العلماء العرب جاءت متأخرة نسبيًا، على الرغم من بروز أسماء مثل طه باقر من العراق، عدنان البني من سوريا، وسليم حسن من مصر.

عدنان البني: عرّاب الآثار السورية

يُعتبر عدنان البني من أبرز علماء الآثار السوريين الذين اكتسبوا شهرة عالمية بفضل اكتشافاتهم في مواقع سورية عديدة. ولد في مدينة حمص، وعمل في المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ بداية خمسينيات القرن العشرين، وكرس جهوده الأولى للعمل في تدمر، حيث ساهم مع غيره من الآثاريين السوريين والأجانب في كشف وترميم آثار معبد نابو، ومعبد بعل شامين، والحمامات الرومانية والكثير من المدافن.

تقديرًا لجهوده في الكشف عن العديد من المواقع الأثرية والتنقيب فيها، تم تعيينه عضوًا في معهد الآثار الألماني وفي الجمعية الآسيوية الفرنسية وفي الأكاديمية الملكية البريطانية، كما حصل على العديد من الأوسمة من فرنسا وإيطاليا وهولندا والدانمارك وبلجيكا واليابان.

نشر البني العديد من البحوث والدراسات العلمية في المجلات والدوريات العربية والأجنبية المتخصصة في الآثار، ومن أبرز مؤلفاته "تدمر والتدمريون"، "أبو لودور الدمشقي"، "رأس ابن هاني أثرياً وتاريخياً".

باقر طه: قامة علمية في آثار الشرق القديم

هو مؤرخ وعالم آثار عراقي ولغوي متخصص باللغات السومرية والآكادية والآرامية، ويُعد من أشهر علماء الآثار وتاريخ الشرق القديم في الدول العربية. بعد حصوله على درجة الماجستير عام 1938، ساهم في الحفريات الأثرية في العراق، محققًا اكتشافات مهمة، بالإضافة إلى مشاركته مع بشير فرنسيس وفؤاد سفر في تأسيس قسم الآثار في جامعة بغداد. كما شغل مناصب عدة منها مدير عام الآثار والمتاحف في العراق.

ألف عددًا كبيرًا من الكتب في مجال التاريخ القديم والحضارة، منها مقدمة في أدب العراق القديم، إضافة إلى ترجمته لبعض الكتب من الإنجليزية إلى العربية، كما أسس مجلة سومر التي اهتمت بتاريخ العراق وآثاره وعمل رئيسًا لتحريرها.

مشاركة المقال: