الخميس, 19 يونيو 2025 06:59 PM

كارثة نووية محتملة في المنطقة: خبير يكشف سيناريوهات التأثير على بلاد الشام وإجراءات الحماية

كارثة نووية محتملة في المنطقة: خبير يكشف سيناريوهات التأثير على بلاد الشام وإجراءات الحماية

تزداد التساؤلات حول الخطر الذي يمكن أن يحصل في حال ازداد التصعيد الإسرائيلي الإيراني وطال مصانع التخصيب والمفاعلات النووية، وكيف سيكون تأثير ذلك على إيران أو الدول المجاورة لمكان القصف. حول هذا الموضوع يشرح دكتور الطاقة الذرية والفيزياء النووية والباحث في القوى الكونية الأربع د. من خلال منشور عبر صفحته، أنه في حال تم استهداف منشأة فوردو أو نطنز في إيران، فإن العناصر المشعة التي ستنطلق ستختصر في المواد التالية (اليورانيوم 235، اليورانيوم 234، اليورانيوم 238، غاز سداسي فلوريد اليورانيوم UF6) مبيناً أن أخطر هذه العناصر هو اليورانيوم 235.

وبالنسبة للتلوث الإشعاعي الذي قد يحصل جراء استهداف المنشآت السابقة، يوضح "أبو الجدايل" أنه سيكون محلياً بشكل رئيسي مع احتمال انتشاره لمساحة قطرها 20 كم في حال كانت العوامل الجوية مستقرة أما في حال كان هناك رياح قوية سيتوسع قطر التلوث إلى العاصمة طهران وجنوباً أصفهان. ويضيف: "سيكون هناك انتشار أبعد من ذلك باتجاه الخليج العربي ولكن بنسب ضعيفة" مبيناً أن هناك حاجة إلى مراقبة العوامل الجوية وإلى أجهزة قياس الإشعاعات للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واستبعد خبير الطاقة الذرية أن يصل التلوث إلى حدود بلاد الشام مع احتمال ضئيل لوصولها إلى الحدود العراقية الشرقية. أما إذا تم قصف مفاعل ديمونة أو مفاعل بوشهر فالأمر يصبح أشد تعقيداً لأن ما يحدث في المفاعلات النووية يختلف عما يحدث في مصانع تخصيب اليورانيوم، وفقاً لـ"أبو الجدايل". وهنا يشرح أنه في المفاعلات النووية يتم قصف أكسيد اليورانيوم المخصب بالنيترونات بنسب تصل إلى 4.7 % من اليورانيوم 235 الشديد النشاط، وينتج عن ذلك انقسام في الذرة يعطي ذرات أصغر ونظائر مشعة مثل (اليود المشع 131، السترنتيوم 90، السيزيوم 137، الزينون 133 والكريبتون 85 المشع)، كما تنتج نظائر أخرى مشعة بسبب اكتساب نيترون لكتلته كالبلوتونيوم 239 الشديد الخطورة، والأميريكيوم بعدده الذري 95 والكوريوم بعدده الذري 96).

ويبيّن أن هذه النظائر جميعها لها أعمار النصف، فمنها من ينشط لثمانية أيام ويضمحل كاليود المشع، و منها لثلاثين سنة كالسيزيوم، ومنها لأربع وعشرين ألف عام كالبلوتونيوم 239.

ماذا نفعل في حال حدوث كارثة نووية؟ شرح "أبو الجدايل" في منشوره الأمور التي يجب اتباعها في حال حدثت كارثة في المفاعلات الذرية بسبب القصف أو الخطأ البشري أو التكنولوجي أولها الالتزام بالمنازل مع إغلاق النوافذ وأجهزة التكييف والمراوح لمدة لا تقل عن 8 أيام حتى يضمحل اليود المشع، وخلال هذه الأيام الأولى وبعد الإعلان الرسمي عن وجود عنصر اليود المشع 131 يفضل استخدام حبوب يوديد البوتاسيوم KI، بسبب شراهة الغدد الدرقية لمادة اليود التي سوف تمتلئ بهذا المركب من اليود الطبيعي وتمتنع عن امتصاص اليود المشع 131 ولكن وفق استشارات طبية فقط.

وبعد انقضاء 8 أيام وعند الخروج إلى الهواء الطلق والعودة يجب تخصيص مكان لخلع الألبسة الخارجية، والاستحمام عند كل خروج وعودة للمنزل، وغسل كل ما يجلب من أطعمة وأشياء أخرى بالماء والصابون، وشرب المياه النظيفة بكميات أكبر حتى تساعد الكلى في طرح الفضلات المشعة إن تسللت للداخل.

وفي حال حدوث أمطار نصح باستعمال المظلات بشكل صارم لسبب احتمال كبير لتساقط الأمطار المفعمة بالنظائر المشعة، مذكراً بضرورة متابعة تقارير هيئة الطاقة الذرية المحلية والدولية لمعرفة التقارير الميدانية عن نسب التلوث الإشعاعي.

كما أن هناك إجراءات على عاتق الحكومات كغسيل الطرق بشكل دوري، ومنع عرض المواد الغذائية في الأماكن المكشوفة، ووضع خرائط يومية عن اتجاه الرياح وعن أماكن التلوث واتجاهها، ونشر مجموعات تطوعية تمتلك مقاييس أشعة لإلفا وبيتا وغاما، للمساعدة في الكشف عن أماكن التلوث المفترضة.

ويجب توفير مادة يوديد البوتاسيوم KI، في الصيدليات بكميات تكفي للسكان مسبقاً، وتوفير أماكن كبيرة لاستيعاب أكبر قدر من الناس الذين قد يكونون في دائرة خطر معينة تستدعي الإجلاء.

مشاركة المقال: