الجمعة, 20 يونيو 2025 12:50 AM

هآرتس: إسرائيل ليست أسداً صاعداً بل أسد مريض - نظرة قاتمة على مستقبل الحرب وتداعياتها

هآرتس: إسرائيل ليست أسداً صاعداً بل أسد مريض - نظرة قاتمة على مستقبل الحرب وتداعياتها

الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي يرى أن مصير الحرب معلق بنزوات رئيس أمريكي "متقلب المزاج" و "ثرثار". فإذا قرر قصف إيران فقد يتحقق انتصار، وإذا لم يقصفها، ستدخل إسرائيل حرباً عبثية وأشد خطورة.

ويعتقد ليفي أنه كان من الضروري تأمين مشاركة الولايات المتحدة في الحرب كشرط أساسي لذهاب إسرائيل إلى الحرب.

في مقاله بصحيفة هآرتس، يوضح ليفي أن الرئيس ترامب يمارس ألعابه "الصبيانية" لإذلال إيران ومطالبتها بالاستسلام الكامل، مما يقضي على أي فرصة متبقية للتوصل إلى اتفاق.

يحذر ليفي من حرب استنزاف طويلة إذا بقيت القاذفات الثقيلة في حظائرها، مؤكداً استحالة التنبؤ بنتائجها ومدتها. ويرى أن إسرائيل لا تقوى على تحمل حرب استنزاف طويلة اجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً. أما إذا أقلعت القاذفات، فقد تُنهي الحرب لكنها قد تفضي إلى حرب أكبر بكثير.

وفقاً للمقال، تقف إسرائيل صفاً واحداً دعماً للحرب وقائدها، محتفية ومتباهية ومنبهرة، دون أي نقاش عام. وكل ما أثير من حوارات بين ضيوف البرامج التلفزيونية ومقدميها، كان يدور حول صاحب الفضل فيما حققه الجيش الإسرائيلي حتى الآن.

لكن الكاتب الإسرائيلي اليساري يتساءل: الفضل في ماذا؟ في الأداء الملهم للطيارين الذين يحلقون فوق طهران كما يحلقون فوق غزة أو فوق قاعدة هعتسريم الجوية؟

ويشير إلى أن عميت سيغال، المحلل السياسي في القناة 12 الإسرائيلية، يرجع الفضل في ذلك إلى رئيس الوزراء، بينما يعزوه نير دفوري، محلل الشؤون العسكرية في القناة نفسها، إلى المؤسسة العسكرية.

يلفت ليفي الأنظار إلى ما يجري الآن في قطاع غزة، قائلاً إن العمليات لم تتوقف قط، بل إنها تتسارع لترقى إلى درجة الإبادة الجماعية، بعد أن أصبح اصطفاف السكان للحصول على طعام "طابوراً للموت".

ويضيف أن الدمار في شوارع غزة صار عادياً، أما الشوارع في إسرائيل فهي تشبه شوارع مدينة خاركيف الأوكرانية بعد الهجوم الروسي الأخير، واصفاً إسرائيل بأنها أسد مريض وليس أسداً صاعداً.

انتقد ليفي الدخول في حرب في وقت تعاني فيه إسرائيل من فساد وتنزف فيه غزة، وبينما جنودها وأسراها لا يزالون في القطاع المحاصر.

ليفي متهكماً: إسرائيل خائفة ومنهكة، لكنها مبتهجة لأن طهران تحترق، بينما كانت المباني على بعد مئات الأمتار غرب منزلي تشتعل فيها النيران هي الأخرى.

وهنا سخر من هذه المفارقة، قائلاً إن "إسرائيل خائفة ومنهكة، لكنها مبتهجة لأن طهران تحترق، بينما كانت المباني على بعد مئات الأمتار غرب منزلي تشتعل فيها النيران" هي الأخرى.

"إلى أين نحن ذاهبون؟ أو بتعبير أدق إلى أين نُساق؟ كالشاة إلى الذبح نمضي، أو كالقطيع إلى نصر زائف نسير"، على حد تعبيره.

وخلص جدعون ليفي إلى أن إيران لن تستسلم، مؤكداً أن ذلك لن يحدث حتى بعد ما يسميها "حملة الغطرسة الأميركية"، معرباً عن اعتقاده أن أفضل نتيجة ممكنة هي التوصل إلى اتفاق نووي جديد، وحتى هذه لن تكون نهاية سعيدة، حسب رأيه.

مشاركة المقال: