الجمعة, 20 يونيو 2025 12:37 AM

إسرائيل تحت الصدمة: كيف استغلت تل أبيب هجوم "اليوم السابع" الإيراني لتحقيق مكاسب دعائية؟

إسرائيل تحت الصدمة: كيف استغلت تل أبيب هجوم "اليوم السابع" الإيراني لتحقيق مكاسب دعائية؟

القصف الصباحي الإيراني يضعف قدرات تل أبيب الدفاعية

بدت إسرائيل مصدومة من كثافة الصواريخ الإيرانية في "اليوم السابع" من الحرب. الصدمة الأولى كانت في ارتفاع عدد الصواريخ بعد تراجعها في اليومين السابقين. أما الصدمة الثانية فتمثلت في القصف الصباحي الذي استهدف تحدي الدفاعات الإسرائيلية بعد الهجمات الليلية.

الأمر الثالث هو نجاح الصواريخ الإيرانية في اختراق منظومات الدفاع الحديثة مثل "القبة الحديدية" و"حيتس 2" و"حيتس 3" الإسرائيلية، و"باتريوت" و"تيد" الأميركية، بنسب أعلى من الهجمات السابقة. فمن بين 400 صاروخ و1000 طائرة مسيّرة أُطلقت في الأيام الستة الماضية، تمكن 20 صاروخاً و100 طائرة مسيّرة فقط من الاختراق. أصابت الصواريخ أهدافاً عسكرية (تكتمت إسرائيل عليها) وشبه مدنية (مثل معهد وايزمان للعلوم) ومدنية (مثل مدينة طمرة العربية ومدينة بات يام اليهودية)، بينما أُحبطت جميع المسيّرات.

لكن في "اليوم السابع"، كانت نسبة الاختراقات والإصابات عالية. من بين 30 صاروخاً ومسيّرة، أُصيبت أربعة أهداف مباشرة، بما في ذلك البورصة في رمات غان ومستشفى "سوروكا" في بئر السبع. الصدمة الرابعة جاءت من التبرير الإيراني لضرب أهداف مدنية بدعوى أنها مواقع عسكرية، وهي ذريعة تستخدمها إسرائيل في حربها على غزة. فقد ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن المستشفى "يقع بجوار مقر القيادة والسيطرة والاستخبارات الرئيسي للجيش الإسرائيلي، ومعسكر الاستخبارات العسكرية في مجمع التكنولوجيا المتقدمة في غاف-يام"، والذي كان "الهدف الرئيسي للهجوم".

"ماكينة الدعاية" الإسرائيلية تستغل الهجوم

أثار التبرير الإيراني غضب الإسرائيليين، الذين يرفضون المقارنة بأي طرف، خاصة غزة. حتى أن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، وصف المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بأنه نسخة من أدولف هتلر بعد قصف المستشفى.

ومع ذلك، يرى البعض في إسرائيل فرصة سانحة بعد الهجوم. فقد تعمدت إسرائيل إظهار "الصدمة" لتغذية ماكينة دعايتها الضخمة، بهدف حشد العالم ضد إيران. وتتفوق إسرائيل في الترويج، على عكس إيران التي تتكتم على الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي. وتسعى بعض الأصوات إلى استغلال قصف المستشفى كحافز لجر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى المشاركة الكاملة في الحرب.

لكن هل كان الأمر يستحق "الصدمة" فعلاً؟ إسرائيل تعلم جيداً أن إيران تمتلك ترسانة صواريخ ضخمة وقادرة على قصف مواقع تخترق منظومة الدفاع. لكنها كانت قد روَّجت لفكرة أن الغارات الإسرائيلية دمَّرت نصف قدرات إيران الصاروخية، وشلَّت قدرتها على مواصلة القصف.

هدوء ما قبل العاصفة

صدَّقت إسرائيل ما روَّجته، لدرجة أنها ألغت قيوداً على العمل والحركة، وأعادت تسيير القطارات والحافلات، وفتحت المجمعات التجارية، وأعادت ربع العمال إلى أعمالهم. حذر خبراء من أن الهدوء النسبي قد يكون مجرد خدعة حربية، وأن القصف الإيراني قد يتجدد بقوة، لكن إسرائيل تجاهلت هذه التحذيرات.

وبعد مقاومة ضغوط الوزراء والتجار وأصحاب الأعمال للعودة إلى النشاط الاقتصادي، وافق الجيش على استئناف الأعمال بالتدريج، ابتداء من الخميس. كما مهّدت الحكومة الأجواء لتدخل أميركي مباشر في الحرب، وسرَّب مسؤولوها إلى الإعلام تقديرات تشير إلى أن الحرب قد تسفر عن 800 إلى 4000 قتيل إسرائيلي.

مشاركة المقال: