السبت, 21 يونيو 2025 01:06 AM

مضيق هرمز: شريان النفط العالمي تحت التهديد.. هل تكفي البدائل المتاحة؟

مضيق هرمز: شريان النفط العالمي تحت التهديد.. هل تكفي البدائل المتاحة؟

لا يمثل مضيق هرمز مجرد ممر مائي ضيق لا يتجاوز عرضه 50 كيلومترًا، بل هو شريان حيوي لتدفق النفط والغاز، ونقطة ارتكاز أساسية في منظومة الأمن الطاقي العالمي.

أكد خبير النفط المهندس حيدر عبدالجبار البطاط لـ”النهار”: أن مجرد إغلاق مضيق هرمز كفيل بإحداث هزة في أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي في غضون ساعات. فالمضيق يمثل شريانًا حيويًا لضخ النفط والغاز، ومحورًا رئيسيًا في منظومة الأمن الطاقي العالمي. يعبر هذا الممر البحري حوالي 20% من إمدادات النفط العالمية، أي ما يقارب 17 مليون برميل يوميًا، مما يجعله نقطة ارتكاز استراتيجية تربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، ويشكل المخرج البحري الوحيد تقريبًا لدول الخليج نحو الأسواق العالمية. وبالتالي، فإن أي تهديد بإغلاق هذا المضيق، سواء لأسباب سياسية أو أمنية، يشكل أزمة عالمية بكل المقاييس.

في المقابل، قد تمتلك بعض الدول الخليجية حلولًا جزئية لتجاوز هذا الاختناق الجغرافي، لكن هذه البدائل، وإن كانت مهمة، تبقى محدودة وغير كافية لاستيعاب كامل حجم الصادرات النفطية التي تمر عبر المضيق. يمكن للسعودية والإمارات والعراق التحايل على الإغلاق بدرجة محدودة، بينما ستكون دول مثل الكويت وقطر والبحرين الأكثر تضررًا بسبب افتقارها إلى منافذ تصدير بديلة خارج المضيق.

أما عن البدائل الفعلية المطروحة، فهناك ثلاثة خيارات رئيسية:

  • خط أنابيب شرق-غرب في السعودية، الذي ينقل النفط من الحقول الشرقية إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر، بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 5 ملايين برميل يوميًا. وهو حل فعال نسبيًا، لكنه محصور بالمملكة فقط.
  • خط أنابيب أبو ظبي – الفجيرة في الإمارات، الذي يتجاوز مضيق هرمز، وينقل النفط من أبو ظبي إلى ميناء الفجيرة على خليج عمان، بطاقة تقارب الـ 1.5 إلى 1.8 مليون برميل يوميًا. وهو بديل محلي يخفف الضغط، لكنه لا يقدم حلًا شاملًا.
  • خط أنابيب كركوك – جيهان في العراق، الذي ينقل النفط من شمالي العراق إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط، بطاقته اليومية تقترب من مليون برميل، لكنه يعاني من أعطال متكررة ومشكلات سياسية تعيق استقراره.

وبذلك، فإن إجمالي الطاقة الاستيعابية لهذه البدائل لا يتعدى الـ 7.5 ملايين برميل يوميًا، وهو رقم يمثل أقل من نصف الكمية التي تمر يوميًا عبر مضيق هرمز؛ الأمر الذي يؤكد أن أي تعطيل لهذا الممر لن يمر دون آثار اقتصادية جسيمة على العالم أجمع، خاصة في ظل ارتفاع التوترات الجيوسياسية.

مضيق هرمز سيبقى، إذن، نقطة ضعف استراتيجية في منظومة الطاقة العالمية، وخطرًا دائمًا يلوح في الأفق، في انتظار أي شرارة تشعل فتيل أزمة لا يملك العالم رفاهية تحملها.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

مشاركة المقال: