السبت, 21 يونيو 2025 08:20 AM

إيتلن الألمانية: قرية صغيرة تتفوق رقمياً على هونغ كونغ وتصبح الأفضل في العالم

إيتلن الألمانية: قرية صغيرة تتفوق رقمياً على هونغ كونغ وتصبح الأفضل في العالم

في قلب ولاية شمال الراين الألمانية، تقع قرية إيتلن الهادئة، التي يقطنها حوالي 1750 نسمة. وسط المراعي الخضراء والكنيسة المتواضعة، يخفي هذا الموقع الريفي سرًا مذهلاً: إيتلن هي اليوم القرية الأكثر رقمية في العالم، متفوقة على مدن عالمية مثل هونغ كونغ.

واجهت إيتلن خطر التراجع، مع مدرسة ابتدائية مهددة بالإغلاق ومنازل مهجورة وأراضٍ غير مستغلة. وكما يقول الناشط المحلي فرانك آهلِه: "كان يُنظر إلى إيتلن على أنها منطقة مهمّشة". ولكن بدلاً من الاستسلام، أسس فرانك آهلِه وآخرون جمعية "إيتلن النشطة"، وبدأوا في تحويل القرية إلى نموذج مستقبلي.

اليوم، تستخدم إيتلن طائرات درون تابعة للإطفاء لتصوير مواقع الحرائق وإرسال صور حية. كما توجد حاوية ذكية للملابس المستعملة، ويمكن التحكم في أضواء عيد الميلاد عبر تطبيق على الهاتف. وتقوم أجهزة استشعار في النهر بتحذير السكان من الفيضانات. لكن الإنجاز الأبرز هو إنشاء "التوأم الرقمي" للقرية: نسخة ثلاثية الأبعاد دقيقة للبلدة تم إنشاؤها بواسطة طائرات درون، تعرض المباني والطرق والمجاري المائية، مما يتيح للسكان متابعة حالة الطقس وحركة المرور ومستوى المياه بشكل فوري. ويعلق آهلِه: "عادة ما تستخدم المدن الكبرى فقط أدوات كهذه".

لتشجيع التفاعل الرقمي، أطلقت القرية دورات مجانية يديرها متطوعون، بالإضافة إلى "حقيبة تقنية" تتضمن نظارات واقع افتراضي وهواتف ذكية لتجربتها. ويفتخر آهلِه: "أكبر مستخدمة لدينا كانت سيدة عمرها 102 سنة، كانت تقرأ الصحف صباحًا على جهازها اللوحي وتستمتع بذلك".

في نهاية عام 2024، فازت إيتلن بالجائزة الأولى في "جوائز المدن الذكية العالمية" التي ينظمها معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) في باتايا، تايلاند، متفوقة على مدن مثل هونغ كونغ. وتواصل القرية تقدمها من خلال مشروع للقيادة الذاتية وعيادة تجريبية للتطبيب عن بعد وبطارية تخزين ضخمة للطاقة الخضراء المنتجة من توربينات الرياح الخاصة بالقرية.

تنتج إيتلن اليوم 34 ضعف استهلاكها الخاص من الكهرباء وتزود المنطقة بطاقة متجددة، مما خفّض أسعار الكهرباء بنسبة 30%. ويضيف آهلِه: "حين قدم المزارعون أراضيهم لتركيب التوربينات، فكروا في مصلحة كل منزل في القرية". حتى مركز البيانات المحلي تم بناؤه في قاعدة أحد توربينات الرياح، بينما تغطي الألواح الشمسية ثلث أسطح المنازل.

وخلال جائحة كورونا، قام 65 متطوعًا من سكان القرية بمد 30 كيلومترًا من الألياف الضوئية بأيديهم، وبتكلفة 100,000 يورو فقط.

مشاركة المقال: