الأحد, 22 يونيو 2025 03:51 PM

الكشف عن تفاصيل القبض على وسيم الأسد: عملية استخباراتية معقدة استمرت ستة أشهر

الكشف عن تفاصيل القبض على وسيم الأسد: عملية استخباراتية معقدة استمرت ستة أشهر

كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، أن العملية الأمنية التي أدت إلى القبض على وسيم الأسد، أحد أقارب الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، استغرقت ستة أشهر بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة.

وأوضح البابا أن العملية سارت وفق مسارات متعددة، شملت الهندسة الاجتماعية، ومسارًا تقنيًا، ومسارًا قانونيًا وحقوقيًا، بالإضافة إلى جوانب تتعلق بالعلاقات العامة والتواصل.

وفي حديثه لقناة "الإخبارية السورية"، أشار البابا إلى أن وزارة الداخلية لا تستطيع حاليًا الكشف عن تفاصيل هذه المسارات، واصفًا العملية بأنها "معقدة" شاركت فيها اختصاصات أمنية وغير أمنية متعددة.

وأفاد بأن العملية بدأت باستدراج وسيم الأسد، ثم نفذت الجهات التنفيذية المختصة في وزارة الداخلية عملية القبض عليه واقتياده إلى السجن تمهيدًا لمحاكمته محاكمة عادلة.

ولم يؤكد نور الدين البابا أو ينفِ الشائعات حول مشاركة أطراف عربية في القبض على وسيم الأسد، مكتفيًا بالقول: "لا يمكننا الكشف عن كل تفاصيل العملية في الوقت الراهن، ولكن من المعروف أن شخصًا بحجمه يمتلك علاقات وشبكات تتعدّى الحدود في مجالات تجارة المخدرات وتبييض الأموال والسلاح، وبالتالي، من الممكن أن تكون جهات خارجية قد ساعدت أو استفادت أمنيًا من توقيفه".

وأكد أن وزارة الداخلية، بصفتها الجهة التنفيذية، ستبدأ التحقيق وفق الأصول، ثم تُحال قضية وسيم الأسد إلى القضاء ووزارة العدل، على أن تتولى وزارة العدل وجهاز القضاء تفاصيل محاكمته.

وشدد نور الدين البابا على أن الجرائم التي ارتكبها وسيم الأسد ليست سياسية فقط، بل لديه أيضًا سجل جنائي بحق الشعب السوري، بعضها مسجل ومنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن أحد إخوة وسيم سبق أن تورط في الاستيلاء على شركة "الهرم" للحوالات المالية، وأودع حينها في سجن عدرا، إلا أنه الآن متوارٍ عن العدالة، مما يوضح أن العائلة بأكملها تمارس الجريمة والفساد.

ما جرائم وسيم الأسد؟

كشف نور الدين البابا أن التهم الموجهة إلى وسيم الأسد، وفقًا لما هو موثق عليه شخصيًا، تتضمن تجارة المخدرات، والخطف القسري، والتعذيب، بالإضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بملف المعتقلين السوريين.

كما شارك في الأعمال القتالية إلى جانب ميليشيات النظام المخلوع ضد الشعب السوري، وهي معلومات موثقة من خلال منشوراته ونشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن التحقيقات الموسعة ستكشف المزيد من الجرائم التي تورط بها.

وأكد البابا أن الجرائم التي ارتكبها وسيم الأسد درّت عليه مئات الملايين من الدولارات، أغلبها من تجارة المخدرات وابتزاز السوريين وبيع مصير المعتقلين.

وأوضح أن مصير الأموال والممتلكات التي بحوزة وسيم الأسد، داخل وخارج سوريا، سيكون "بيد القضاء"، خاصة أمواله المجمّدة في الخارج بسبب العقوبات الدولية التي فُرضت عليه، والتي ستعمل الجهات المعنية في وزارة الخارجية على استردادها بدعم من وزارتي العدل والداخلية، لتقديم الأدلة المطلوبة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بهذا الشأن.

من وسيم الأسد؟

وسيم بديع الأسد، وُلد عام 1980 في سوريا، وهو من عائلة الرئيس المخلوع، بشار الأسد. خلال سنوات الثورة في سوريا، وجهت اتهامات له بالتورط في شبكات تصنيع وتهريب المخدرات، خاصة الكبتاجون. وبرزت نشاطاته في التجارة العامة والنقل الجوي والبري والبحري، وشغل عضوية غرفة التجارة السورية المشتركة، وعرف بقضايا الفساد واستغلال نفوذ عائلته ما أثار جدل واسع حول دوره في الاقتصاد السوري.

مشاركة المقال: