الأحد, 22 يونيو 2025 05:49 PM

إعلان زيوت في قلعة حلب يثير جدلاً: هل تجاوزت الشركات حدود الإعلانات التجارية؟

إعلان زيوت في قلعة حلب يثير جدلاً: هل تجاوزت الشركات حدود الإعلانات التجارية؟

أثار فيديو إعلاني قصير انتشر على نطاق واسع في حلب في 20 حزيران، جدلاً واسعاً بين سكان المدينة. يظهر الفيديو شخصين يسكبان زيتًا عند مدخل حجري (سرداب) على سفح قلعة حلب. الفيديو من إنتاج شركة خاصة تعمل في مجال زيوت السيارات ولوازمها، مقرها على أوتوستراد إدلب- سرمدا شمال غربي سوريا.

اعتمدت الشركة في حملتها الدعائية على استخدام رموز بصرية مألوفة لسكان المدينة، بهدف تعزيز الارتباط المحلي بالمنتج. أثار هذا النهج نقاشًا واسعًا حول حدود استخدام المعالم الأثرية في الإعلانات التجارية، خاصة في مدينة مثل حلب، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتفاصيلها المعمارية وذاكرتها الجمعية التاريخية.

بعد الجدل الذي أثاره الفيديو، نشرت الشركة المنتجة إعلانًا جديدًا لتوضيح المقصود من المشهد، مؤكدة أن الحملة تركز على سكب الزيت على إناء موضوع فوق الحجارة، وليس على الحجر نفسه. وأعربت الشركة عن أسفها لأي سوء فهم أو انزعاج تسبب به الإعلان، وقامت بحذف الفيديو الأول من جميع الصفحات الرسمية المرتبطة بالحملة.

غياب المرجعيات الثقافية أو الأطر القانونية التي تنظم استخدام المعالم البصرية في الإعلانات يفتح الباب أمام توظيف الرموز التاريخية في سياقات تجارية، دون مراعاة لقيمتها التوثيقية أو دلالاتها المرتبطة بالهوية المحلية، مما يجعلها تخضع لاعتبارات السوق أكثر من ارتباطها بتاريخ المكان.

حوادث سابقة

شهدت سوريا استخدامًا متزايدًا للمعالم الأثرية والتاريخية في الحملات التسويقية والإعلانية، حيث يتم توظيف رموز التراث في سياقات تجارية متنوعة. تتكرر حالات توظيف هذه المواقع في العروض الدعائية، مما يضع ملف العلاقة بين التراث وهويته أمام تحديات في كيفية استثمار هذه الرموز، خاصة في ظل غياب ضوابط تنظيمية واضحة تحكم هذا الاستخدام.

في نيسان الماضي، أثار شاب يعمل في بيع زيوت المحركات جدلاً واسعًا بعد نشره تسجيلًا مصورًا يظهر سكب الزيت على إحدى نواعير مدينة حماة، في محاولة لتسويق منتجه من خلال الإيحاء بأن الزيت أسهم في إيقاف صوت الناعورة. الفيديو، الذي كان مخصصًا للترويج لجودة المنتج، قوبل بانتقادات واسعة من سوريين اعتبروا أن الخطوة تمثل اعتداءً بصريًا ورمزيًا على أحد أبرز معالم المدينة التاريخية.

وفي شباط الماضي، تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع تظهر نشاطات تجارية وإعلانات دعائية لمنتجات غذائية ضمن باحة سجن صيدنايا، الذي يُعرف كأحد أكثر السجون ارتباطًا بمرحلة القمع والاعتقال السياسي خلال حكم بشار الأسد. ورغم أن السجن لا يُصنف كموقع أثري، إلا أن حضوره في الذاكرة السورية يحمله رمزية خاصة، جعلت من ظهوره في سياق ترويجي محل استغراب لدى العديد من السوريين، بالنظر إلى تاريخه المرتبط بفصول من التعذيب والانتهاكات.

مشاركة المقال: