الأحد, 22 يونيو 2025 11:06 PM

عشر سنوات على اللجوء: سوريون في بوتسن الألمانية يصححون المفاهيم الخاطئة

عشر سنوات على اللجوء: سوريون في بوتسن الألمانية يصححون المفاهيم الخاطئة

في عام 2015، استقبلت ألمانيا أكثر من 300 ألف سوري، معظمهم كلاجئين، وآخرون بتأشيرات عمل أو دراسة. استقر بعضهم في مدينة بوتسن بولاية ساكسونيا. بعد مرور عقد من الزمان، يتحدث سوريون عن تجربتهم في المدينة وكيف يرون الاندماج والمستقبل.

"هل توجد سيارات في سوريا؟ هل يعيش فيها مسيحيون؟ وهل ترتدي كل النساء الحجاب؟" هذه الأسئلة وغيرها واجهها زياد العيد بعد وصوله إلى ألمانيا، كما ذكر أمام الحضور في أمسية نظمها نادي "مرحبًا بكم في بوتسن" تحت عنوان "من دمشق إلى بوتسن".

المهندس المدني زياد العيد، إلى جانب ثلاثة سوريين آخرين، شاركوا في الأمسية التي جاءت بمناسبة مرور عشر سنوات على موجة لجوء السوريين. أوضح العيد أن الهدف هو "تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة"، مضيفًا أن "اسم سوريا غالبًا ما يرتبط في ألمانيا بالدم والحرب واللاجئين فقط، لكن بلدنا أكثر من ذلك بكثير".

ركز المشاركون على جوانب الحياة الجميلة في سوريا قبل الحرب، من الثقافة والعادات إلى النجاحات. كما لم يغب الحديث عن الأطعمة السورية، حيث كانت فطائر الزعتر والصلصات الشرقية والحلويات التقليدية متاحة للتذوق، مما أضفى جوًا من الألفة على اللقاء.

عن تجربته في بوتسن، قال زياد العيد، الذي وصل إلى ألمانيا عام 2017 بتأشيرة دراسة إلى بوخوم، ثم وجد وظيفة في بوتسن: "حذرني العديد من الأصدقاء الألمان من المدينة بسبب وجود نازيين وداعمين لحزب البديل، لكنني لم أتعرض لأي تجربة سلبية، فالناس هنا ودودون".

توافقه الرأي زوجته ليلى نجيب، التي لحقت به إلى ألمانيا عام 2019، ووجدت سريعًا وظيفة كمهندسة معمارية. تقول ليلى: "أشعر بالراحة هنا، ولدينا الكثير من الأصدقاء والمعارف الألمان".

محمد عطا، وهو سوري آخر، لديه انطباعات إيجابية مماثلة عن المدينة، حيث يقول: "بوتسن بالنسبة لي مرتبطة بالكثير من اللحظات الجميلة التي عشتها منذ 2015. تعرفت هنا على زوجتي، ووُلد طفلي هنا، وتعلمت اللغة الألمانية".

وصل عطا إلى ألمانيا عام 2015 على متن قارب مطاطي مع 57 شخصًا، بينهم أطفال، انطلق من تركيا إلى اليونان، ثم عبر إلى المجر، ومن هناك استقل سيارة أجرة إلى ألمانيا مقابل 2800 دولار. في بوتسن، بدأ بتعلم اللغة الألمانية وعمل في الوقت نفسه. ورغم حصوله على شهادة جامعية ومنصب مدير موارد بشرية في بلده، اضطر للبدء من الصفر بسبب ضعف لغته.

كانت أول فرصة عمل له في شركة "ULT AG" كمساعد. يقول: "في البداية كان زملائي يتحدثون إلي بالإشارات، لم أكن أعرف كلمة ألمانية واحدة، لكننا كنا نضحك كثيرًا". مع الوقت، تطورت مسيرته، فدرس إدارة الأعمال في دريسدن، وتولى لاحقًا منصبًا إداريًا في مجالات الشراء واللوجستيات والشحن.

كتب محمد عطا قصته الناجحة في بوتسن، ورغم أنه لم يواجه عداءً مباشرًا، إلا أن بعض أصدقائه من السوريين غادروا المدينة بسبب المضايقات التي تعرضت لها نساء محجبات. وأضاف: "بوتسن خسرت بذلك أشخاصًا كانوا يعملون هنا، وهذا مؤسف".

رداً على سؤال حول ما إذا كان السوريون سيعودون بعد تغيير النظام في بلادهم، أجاب عطا بأن البعض، خاصة كبار السن، يفكرون في ذلك لأنهم يجدون صعوبة في الاندماج، لكن "الوقت لم يحن لاتخاذ هذا القرار"، لأن الوضع في سوريا ما زال غير مستقر. وأضاف: "الكثير من السوريين عاشوا عشر سنوات في ألمانيا، بنوا حياة جديدة، عائلة، أصدقاء وجيران، وهذا يؤثر على القرار بشكل كبير".

في ختام الأمسية، أجاب المتحدثون عن الأسئلة التي طُرحت في البداية: هل هناك مسيحيون في سوريا؟ نعم، حوالي 10% من السكان. هل ترتدي كل النساء الحجاب؟ لا، ليس جميعهن، والمشارِكات في الفعالية خير دليل على ذلك.

مشاركة المقال: