يرى فريدريك هوف، المبعوث الأميركي السابق لملف سوريا في عملية السلام في الشرق الأوسط، أن التطورات السياسية الإيجابية الحاصلة في كل من دمشق وبيروت تمثل فرصة سانحة لتعزيز التعاون بين سوريا ولبنان في ملف أمن الحدود. ويؤكد هوف أن ترسيم الحدود بدقة سيسهل مهام القوات العسكرية والأمنية في كلا البلدين.
وفي مقال نشرته مجلة "المجلة"، دعا هوف إلى وساطة نزيهة من طرف ثالث لمواكبة هذا الملف، مع ترجيحه لمشاركة دولية تشمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، بهدف تقديم دعم بنّاء لعملية الترسيم.
واقترح هوف أن يتولى مكتب "الجغرافية والقضايا العالمية" في وزارة الخارجية الأميركية إعداد دراسة عاجلة لتحديد التحديات الفنية والسياسية المرتبطة بترسيم الحدود. وشدد في الوقت نفسه على أهمية دور واشنطن في تقديم دعم تقني لتشكيل لجنة سورية تُعنى بترسيم الحدود، تعمل بالتوازي مع اللجنة اللبنانية، بالإضافة إلى تقديم خدمات الوساطة لتجاوز العقبات المعقدة.
وأشار هوف إلى إمكانية خفض التوتر في النزاع القائم بين لبنان وإسرائيل، عبر إعلان سوري واضح بأن مزارع شبعا وتلال كفر شوبا هي أراضٍ سورية محتلة من قبل إسرائيل. كما اقترح إجراء مراجعة أممية للخط الأزرق وتصحيح موقعه شمال قرية الغجر، وهو ما من شأنه تقويض المبررات التي يستند إليها "حزب الله" في الاحتفاظ بسلاحه. ويرى هوف أن بقية الإشكاليات الحدودية يمكن حلها عبر تفاهم مباشر بين دمشق وبيروت دون الحاجة لتدخلات خارجية.