الإثنين, 23 يونيو 2025 10:31 PM

معرض "لمن لم يذكر ولن ينسى": صرخات مدوية لإحياء ذكرى المغيبين في سوريا

معرض "لمن لم يذكر ولن ينسى": صرخات مدوية لإحياء ذكرى المغيبين في سوريا

رفاه الدروبي: معرض "لمن لم يُذكر ولن يُنسى" للفنانة التشكيلية رانيا النجدي، يستمر لمدة ثلاثة أيام، وهو بمثابة دعوة للاستماع إلى قصص ومطالب عائلات الشهداء والمغيَّبين، ومحاولة جادة ليس للتذكير فحسب، بل للعمل الجاد ورفع الصوت عالياً، ومشاركة الألم.

افتُتح المعرض في القاعة الشامية بالمتحف الوطني بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، وممثلين عن وزارة الثقافة، والمدير العام للآثار والمتاحف الدكتور أنس حج زيدان، حيث كانت أسماء المغيبين حاضرة.

أكدت التشكيلية النجدي أنها شاركت في الثورة السورية والمظاهرات السلمية في دمشق، وتعرضت للاعتقال ثلاث مرات، وتسعى من خلال مشروعها الفني إلى إحياء ذكرى المغيبين والمفقودين والبحث عن الحقيقة الدائمة، لتبقى حكاياتهم محفورة في الذاكرة مهما طال الغياب.

وقدَّمت النجدي ما بين ١٤٠٠ و ١٥٠٠ طائرًا باستخدام طريقة الورق الياباني "فن الأورغامي"، واختارت الطيور بعناية وفق تشكيل مدروس في الفراغ، لأنها ترمز إلى الحرية، وكل طائر يحمل أسماء المعتقلين والمفقودين في سجون الأسد.

وأوضحت أن هذه الطيور ليست مجرد أوراق، بل هي أرواح معلقة تنبض بالأمل، تروي قصص أولئك الذين ظنوا أنهم طي النسيان، مشيرة إلى استشهاد صديقتها في معتقل صيدنايا، وأن الفن هو رسالة لإيصال صوتهم وتحقيق العدالة ومعرفة مصيرهم.

من جهتها، أشارت وفاء مصطفى، ابنة علي مصطفى المغيب منذ عام ٢٠١٣، إلى الدافع الذي يحركها للوقوف في ساحة الأمويين ورفع الصوت عالياً، ذاكرة أسماء جميع المعتقلين والمغيَّبين، لتروي قصص العائلات من مخيم اليرموك إلى ركن الدين وغيرها.

وقدَّم عازف الكلارينيت كنان العظمة ثلاث مقطوعات موسيقية تعكس انطباعاته، ألفها في بداية الثورة السورية وتحمل عنوان "صباح حزين كل صباح، عدد الشهداء، كلنا تفاؤل"، معتبراً أن الموسيقى هي أداته للتعبير عن مشاعره.

وفي الختام، أوضح الناجي من معتقلات الأسد المخلوع، سنان آل رشي، أنه حاول تدوين أسماء ١٥٠٠ من المفقودين ممن أسعفته ذاكرته بهم، مضيفاً أن الشهداء والمفقودين وأطفالهم والناجين يمثلون معنى الحياة، ويقع على عاتقهم بناء المستقبل.

يشمل برنامج اليوم جلسة مفتوحة يتم فيها الحديث عن عائلات المفقودين وأوجاعهم وآلامهم، ويُعرض غداً فيلم "عيون" من إخراج ياسمين فضة، الذي يحكي قصة باسل خرطبيل الصفدي والأب باولو المختطف من قبل داعش.

أخبار سوريا الوطن١-الثورة

مشاركة المقال: