الثلاثاء, 24 يونيو 2025 12:18 AM

تصاعد التوتر: إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز.. ما هي التداعيات المحتملة على العالم؟

تصاعد التوتر: إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز.. ما هي التداعيات المحتملة على العالم؟

في ظل تصاعد حدة المواجهة بين إيران وإسرائيل، والتي تدخل أسبوعها الثالث، وبعد القصف الأمريكي المفاجئ على مواقع نووية إيرانية، بدأت طهران في استخدام أوراق قوتها، مهددة بكارثة عالمية.

لا تقتصر أوراق إيران على الجانب العسكري والأمني، كما ظهر في ردها الصاروخي على القصف الإسرائيلي، بل تتضمن أوراقًا اقتصادية لا تقل أهمية، أبرزها التلويح بإغلاق مضيق هرمز، وهو ما حذرت منه أمريكا ودول أوروبية أخرى.

أكد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني استعداد الحرس الثوري لإغلاق مضيق هرمز، بينما صرح جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، بأن تعطيل إيران للملاحة في المضيق سيكون بمثابة "انتحار" لها.

تشير التقارير إلى موافقة البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز، وأن القرار ينتظر موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران. وذكرت سارة فلاحي، عضو اللجنة الأمنية في البرلمان، أن الإغلاق المحتمل سيكون على جدول أعمال جلسة خاصة للجنة البرلمانية.

ونقلت شبكة "إن بي سي" عن جيه دي فانس أن تعطيل الملاحة في مضيق هرمز "سيكون انتحارا" لإيران، مشيرا إلى تلقي واشنطن رسائل غير مباشرة من الإيرانيين بعد الضربة الأميركية.

وكان إسماعيل كوثري، النائب والقائد في الحرس الثوري الإيراني، قد صرح بأن إغلاق المضيق مطروح، وسيتم اتخاذ القرار إذا اقتضى الأمر.

يذكر أن مضيق هرمز، الذي يقع بين إيران وسلطنة عمان، يعد طريقًا ملاحيًا حيويًا لصادرات النفط العالمية، حيث يمر عبره أكثر من 21 مليون برميل نفط يوميًا، بالإضافة إلى ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال.

في منتصف الشهر الجاري، أشار عضو في البرلمان الإيراني إلى أن بلاده تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز، في ظل تصاعد المواجهة مع إسرائيل.

تأتي هذه التطورات بعد قصف طائرات حربية أمريكية لمواقع منشآت نووية إيرانية، بما في ذلك منشأة تخصيب اليورانيوم في "فوردو".

وكان الرئيس دونالد ترامب قد أعلن تنفيذ هجوم استهدف 3 من أبرز المواقع النووية الإيرانية، وهي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، لتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإسرائيلية على إيران.

وردت إيران بإطلاق دفعتين صاروخيتين على إسرائيل، مما أدى إلى دمار كبير في عدة مواقع في تل أبيب الكبرى وحيفا ونيس تسيونا.

منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، تشن إسرائيل هجومًا على إيران يستهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي.

ومع تصاعد التوترات، بدأت شركات الشحن تتجنب المرور عبر مضيق هرمز، وارتفعت أسعار التأمين على السفن بنسبة تفوق 60%.

يعتمد الاقتصاد الإيراني على مضيق هرمز لتصدير النفط واستيراد السلع، وأي إغلاق سيضر بحلفائها، وعلى رأسهم الصين، التي تستورد أكثر من 75% من صادرات النفط الإيراني.

الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون الطاقة عامر الشوبكي يرى أن مضيق هرمز عاد إلى واجهة المخاوف الجيوسياسية كساحة تصعيد محتملة تهدد بإعادة تشكيل معادلات الاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة.

وأشار الشوبكي إلى أن الصين، أكبر مستورد للنفط عالميًا، تعتمد على هذه المنطقة لتأمين ما يقارب 5.5 مليون برميل يوميًا، أي نحو نصف احتياجاتها.

وأضاف أن التهديدات الإيرانية الأخيرة تضمنت تلويحًا صريحًا بإغلاق المضيق، مدعومة بتقارير تؤكد امتلاك طهران ما يقرب من 6000 لغم بحري، وقدرة على زرع 100 لغم يوميًا.

وشدد على أنه في حال تحولت هذه التهديدات إلى واقع، فإن أسعار النفط ستقفز مباشرة فوق حاجز 100 دولار للبرميل، مع احتمال تجاوزها 130 أو حتى 150 دولارًا إذا تزامن ذلك مع إغلاق مضيق باب المندب.

وأوضح الشوبكي أن الغاز الطبيعي أيضًا سيكون في قلب العاصفة، حيث تستورد أوروبا جزءًا متزايدًا من حاجتها من قطر.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إيران تحتفظ بقدرات بحرية وموارد عسكرية لوجستية تتيح لها إغلاق مضيق هرمز بالكامل.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن اجتماعات رفيعة المستوى عُقدت مؤخرا في البيت الأبيض، حيث أكّد كبار القادة العسكريين الأمريكيين ضرورة الاستعداد لسيناريو زراعة ألغام بحرية في المضيق.

ويُعتبر مضيق هرمز، الواقع بين إيران وسلطنة عُمان، أحد أهم طرق نقل النفط في العالم، حيث تمر عبره يوميا عشرات ناقلات النفط والغاز من إيران والسعودية والعراق ودول أخرى.

ومن بين النتائج المتوقعة لإغلاقه، ولو مؤقتا، ارتفاع حاد في أسعار الطاقة، مما قد يخلق أزمة اقتصادية عالمية.

ويمر عبر المضيق نحو خمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، أي ما يقرب من 20 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات والوقود.

ويبقى التساؤل.. هل تفعلها إيران وتقلب العالم؟ أم هناك حسابات أخرى؟

مشاركة المقال: