الثلاثاء, 24 يونيو 2025 03:37 AM

الدفاع المدني السوري يطلق مشروعاً ضخماً لإزالة أنقاض حلب المدمرة

الدفاع المدني السوري يطلق مشروعاً ضخماً لإزالة أنقاض حلب المدمرة

أطلق الدفاع المدني السوري، المعروف بـ "الخوذ البيضاء"، مشروعاً لإزالة الأنقاض من الأحياء المدمرة في مدينة حلب شمال البلاد، بتمويل من صندوق (AFS).

أفاد الدفاع المدني في بيان نُشر على موقعه الإلكتروني بأن الدمار لحق بـ 16 حياً في مدينة حلب، التي تُعدّ المدينة الصناعية الأهم في سوريا والأكثر تضرراً. وأشار البيان إلى تقرير التقييم المشترك للأضرار في سوريا (2022) الصادر عن البنك الدولي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، والذي ذكر أن نحو 60% من المدينة مدمرة، وأن ريفها أيضاً مدمر بنسبة حوالي 50% في قطاعات الكهرباء والصحة والنقل والإسكان.

وأضاف البيان أن الحرب المدمرة التي شنها النظام البائد بدعم مباشر من روسيا والميليشيات العابرة للحدود، تسببت في دمار هائل طال معظم المدن والبلدات السورية على مدى أكثر من 13 عاماً، جراء سياسة "الأرض المحروقة"، حيث تمّ محو مناطق كاملة من الخارطة وتحويلها إلى ركام.

وأكد الدفاع المدني أن التدمير لم يكن عشوائياً، بل شكّل جزءاً من استراتيجية عسكرية ممنهجة. وخسر السوريون خلال هذه السنوات بيوتهم وممتلكاتهم وجزءاً كبيراً من هويتهم الثقافية والاقتصادية.

يذكر أن الأحياء الشرقية في حلب كانت هدفاً لغارات جوية متواصلة منذ عام 2012 وحتى أواخر 2016، مع قصف مدفعي وصاروخي وهجمات بالبراميل المتفجرة، لا سيما بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في 2015. وكانت هذه الأحياء الأكثر تضرراً، إذ أن أكثر من 85% من البنية التحتية فيها قد دُمّرت أو تضررت، ما أدى إلى انقطاع دائم في المياه والكهرباء والخدمات الطبية وتفاقم مأساة السكان.

وقد أطلق برنامج تعزيز المرونة المجتمعية في الدفاع المدني السوري مشروعاً لإزالة الأنقاض بتمويل من "صندوق مساعدات سوريا" (AFS)، ويعتبر هذا المشروع خطوة مهمة في مسار تعافي المدينة ويأتي في إطار جهود الدفاع المدني السوري للمساهمة بعودة السكان ودفع عجلة التعافي وتمكين الوصول الإنساني، ويكمل مشاريع أخرى نفذتها المنظمة في المدينة.

يهدف المشروع إلى إزالة وترحيل أكثر من 75 ألف متر مكعب من الأنقاض ضمن 16 حياً، مع أخذ كافة الالتزامات الفنية والقانونية بعين الاعتبار فيما يتعلق بالحقوق الملكية للأراضي والعقارات بالإضافة لمعايير السلامة المهنية أثناء العمل.

تتضمن المرحلة الأولى من المشروع عملية التخطيط والتنسيق، حيث عملت الفرق الهندسية في الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" بالتعاون مع مجلس مدينة حلب في وقت سابق على تحديد المواقع التي سيتم ترحيل الأنقاض فيها ضمن الأحياء السكنية الموافق عليها (السكري – صلاح الدين –بستان القصر- الأنصاري- هنانو – كرم الجبل –كرم ميسر – ظهرة عواد – كرم القاطرجي – الحلوانية- كرم حومد –بستان الباشا –البياضة -الشعار – جورة عواد – قاضي عسكر)، بالإضافة إلى التنسيق لمواقع التخلص الآمن للأنقاض غير القابلة لإعادة التدوير (الركام الممزوج والمختلط مع النفايات العضوية التي لا تصلح لإعادة التدوير فإنه يتم التخلص منها بطريقة سليمة) في المقالب المعتمدة لدى محافظة حلب (العويجة – خان طومان).

وفيما يتعلق بالأنقاض القابلة لإعادة التدوير، سيقوم الفريق الفني لدى الخوذ البيضاء في ترحيلها إلى معمل الراموسة لإعادة تدوير الأنقاض للاستفادة منها وتحويلها إلى بلاط وبلوك ورديف للرصيف (حيث قامت فرقنا بتقييم وضع المعمل وسيتم العمل على تزويده بمادة الوقود 30 ألف ليتر بالإضافة إلى شراء قطع التبديل للمعدات والآليات المتوفرة لضمان استمرارية عمل هذه الآليات والمعدات خلال فترة المشروع). علاوة على ذلك، شملت مرحلة التخطيط قيام فرق الخوذ البيضاء بمسح الأحياء السكنية والأماكن التي تعرضت لقصف وإزالة مخلفات الحرب.

يجري في المرحلة الثانية التعاقد مع موردين خارجيين للمساهمة في عمليات ترحيل الأنقاض ضمن الأحياء الموافق عليها، بغرض تسريع إزالة الأنقاض وإعادة فتح الطرقات بما يساهم في العودة الآمنة للمهجرين.

مشاركة المقال: