أعربت وزارة الخارجية السورية عن تضامنها مع دولة قطر، وذلك عقب استهداف إيران لقاعدة "العديد" الأمريكية المتواجدة في قطر. يأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
وكانت إيران قد أطلقت صواريخ على قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر يوم الاثنين الموافق 23 من حزيران، وذلك ردًا على الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآتها النووية في وقت سابق من هذا الأسبوع. وذكر مسؤول إسرائيلي لموقع "أكسيوس" الأمريكي، أن ما لا يقل عن 10 صواريخ قد أُطلقت باتجاه قطر، بالإضافة إلى صاروخ واحد على الأقل تم إطلاقه باتجاه العراق.
وفي بيان نشرته مساء الاثنين 23 من حزيران، أكدت الخارجية السورية عن تضامنها الكامل مع دولة قطر وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، في مواجهة التهديدات والتصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة نتيجة الهجمات الإيرانية. كما أدانت الخارجية السورية أي أعمال عدائية تستهدف أمن واستقرار منطقة الخليج العربي، مؤكدة أن أمن دول الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي لسوريا. وانطلاقًا من التزام سوريا بمبدأ التضامن العربي، أكدت دعمها الكامل لدول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها في مواجهة أي تهديدات تمس أمنها وسلامتها.
يُذكر أن الهجوم الإسرائيلي-الإيراني يدخل يومه الثاني عشر، حيث أطلقت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد" ضد البرنامج النووي الإيراني في 13 من حزيران، لتبدأ إيران بالرد على الهجوم مساء اليوم نفسه. وفي 22 من حزيران، دخلت أمريكا على خط المواجهة باستهدافها ثلاث قواعد نووية إيرانية.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجر يوم الثلاثاء 24 من حزيران، أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أصبح ساريًا الآن، وطلب من الطرفين عدم انتهاك هذا الوقف. إلا أن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، صرح عبر حسابه على "إكس" بأنه "لا يوجد أي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار أو وقف العمليات"، مضيفًا أنه إذا أوقفت إسرائيل هجومها ضد الشعب الإيراني حتى الساعة الرابعة من فجر اليوم، فإن إيران لن تواصل الرد. وأشار إلى أن القرار النهائي بشأن وقف العمليات العسكرية من جانب إيران سيُتخذ لاحقًا.
توتر أمني عقب الاستهداف
صرح مصدر أمني سوري لوكالة "رويترز"، مساء 23 من حزيران، بأن القاعدة الرئيسية المتبقية في شمال شرق سوريا، والتي تستضيف قوات أمريكية، "في حالة تأهب قصوى"، مشيرًا إلى أنها جاهزة للهجمات المحتملة من إيران أو الجماعات الموالية لها. وتُعرف القاعدة العسكرية الأمريكية في شمال شرق سوريا باسم "قسرك"، وتقع في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا.
كما شكر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إيران على إبلاغ بلاده بموعد الضربة قبل وقت، وقال إن 14 صاروخًا أُطلقت، أُسقط 13 منها، وأُطلق صاروخٌ واحدٌ لأنه كان متجهًا نحو اتجاهٍ آمن، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" عن منشورات لترامب في منصته الخاصة "تروث سوشيال". وأكد ترامب أنه لم يُصب أي من الأمريكيين بأذى، ولم يُلحق بهم أي ضرر يُذكر، معتبرًا أن الأهم من ذلك هو أنهم (الإيرانيون) تخلصوا من كل شيء، معربًا عن أمله في ألا يكون هناك المزيد من الكراهية.
وفي منشور آخر، قال ترامب: "أود أن أشكر أمير قطر على كل ما بذله من جهد في سبيل السلام في المنطقة، وفيما يتعلق بالهجوم الذي وقع اليوم على القاعدة الأمريكية في قطر، يسرني أن أبلغكم أنه، بالإضافة إلى عدم سقوط أي قتلى أو جرحى أمريكيين، والأهم من ذلك، لم يُقتل أو يُجرح أي قطري". وأضاف ترامب: "ربما تستطيع إيران الآن المضي قدما نحو السلام والوئام في المنطقة، وسأشجع إسرائيل بحماس على القيام بالمثل".
