استأنف محافظ السويداء، مصطفى البكور، مهامه الرسمية في المحافظة بعد غياب دام شهراً تقريباً عقب حادثة اقتحام مسلحين لمكتبه واحتجازه، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً وأحدث تحولاً في العلاقة بين السلطة المركزية والمجتمع المحلي في السويداء.
عاد البكور برفقة وفد رسمي من دمشق، في ظل حالة من الانفلات الأمني غير المسبوق وارتفاع حاد في جرائم القتل تشهده المحافظة. بدأ البكور نشاطه بجولة تفقدية على المراكز الامتحانية برفقة وزير التربية وممثل عن وزارة الداخلية، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة طمأنة للشارع بعد فترة من الفراغ الإداري.
وشهد اليوم نفسه رفع العلم السوري مجدداً فوق مبنى المحافظة، في إشارة إلى توافق بين الحكومة والفعاليات المحلية، خاصة بعد مقررات "مؤتمر السويداء العام" التي أكدت على وحدة الأراضي السورية وعودة الرايات الدينية إلى دور العبادة.
وفي إطار تعزيز التواصل مع المرجعيات الروحية، قام البكور بسلسلة زيارات شملت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز ومشيخة العقل، حيث زار الشيخ حكمت الهجري في دارة قنوات، واطمأن على صحة الشيخ حمود الحناوي في مشفى الحكمة، وتوجه أيضاً إلى دار الطائفة حيث استقبله الشيخ يوسف جربوع.
تأتي هذه التحركات ضمن جهود ترميم العلاقة بين الحكومة والبيئة الدينية والاجتماعية في المحافظة، والتي كان للبكور دور هام في تحسينها قبل غيابه. كما شارك البكور في تشييع ضحايا قرية خربا بالريف الغربي للسويداء، الذين لقوا حتفهم في التفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق، في بادرة رمزية للتضامن الوطني في مواجهة الإرهاب.
أفادت مصادر بأن الأسبوع الماضي شهد اتصالات مكثفة وإيجابية بين مشايخ الطائفة الدرزية ودوائر الحكومة السورية في دمشق، تناولت بحث عدد من المطالب العالقة، في محاولة للتوصل إلى صيغ توافقية تعزز الاستقرار وتخفف من التوتر، وسط تزايد القلق من تدهور الوضع الأمني في المحافظة.
أخبار سوريا الوطن١-الثورة