افتُتح اليوم الأربعاء قسم المعالجة الشعاعية في مستشفى البيروني الجامعي بمنطقة المزة في محافظة دمشق، في خطوة تأتي ضمن جهود حكومية لتعزيز البنية التحتية الصحية وتوفير خدمات طبية متطورة للمرضى من مختلف المحافظات السورية.
جرى الافتتاح برعاية وزارتي الصحة والتعليم العالي وبالتعاون مع جمعية الأمل لمكافحة السرطان، وحضره عدد من المسؤولين الحكوميين وممثلو الجهات الداعمة والمجتمع المحلي.
وزير الصحة: انخفاض فترات الانتظار من أشهر إلى أسابيع
أوضح الدكتور مصعب العلي، وزير الصحة، أن سوريا كانت تعاني من تمركز خدمات علاج السرطان في دمشق واللاذقية، مما كان يجبر المرضى من المحافظات الأخرى على السفر لتلقي العلاج. وأشار إلى أن التوسعة الجديدة ستزيد الطاقة الاستيعابية للقسم بشكل ملحوظ، حيث قال: "كانت فترة الانتظار تصل إلى أربعة أو ستة أشهر، بينما لا تتجاوز الآن الشهر الواحد، وفي الحالات الطارئة يتم إعطاء الأولوية تحت إشراف وزارة التعليم العالي ومدير مشفى البيروني، لتصبح مدة الانتظار أقل من أسبوع".
أكد الوزير العلي على أهمية التعاون بين الوزارات لتحقيق العدالة في تقديم الخدمات الصحية، وكشف عن خطط لافتتاح مراكز جديدة في محافظات أخرى، بما في ذلك مركز متخصص بالعلاج الكيميائي سيتم افتتاحه قريباً. كما أشار إلى اتفاق مع الجانب التركي، وبإشراف وزارة الصحة السورية، لإنشاء مشفى للأورام في حلب، يضم أربع غرف عمليات وأجهزة مسارع خطية ووحدات للعلاج الكيميائي، لتغطية الاحتياجات الصحية في شمال البلاد.
مدير مستشفى البيروني: 75 سريراً بعد توسعة القسم
أكد الدكتور رضوان الأحمد، مدير مستشفى البيروني، أن القسم الجديد يمثل المرحلة الثانية من تطوير المستشفى، وهو مخصص للمعالجات الشعاعية والفحوص التشخيصية باستخدام المواد المشعة مثل التكنيسيوم 99 أو اليود المشع بتركيزاته المختلفة (131 أو 123). وأضاف: "هذا اليوم دليل على تضافر الجهود بين وزارتي الصحة والتعليم العالي، والتعاون بين مشفى البيروني وجمعية الأمل".
أشار الأحمد إلى زيادة عدد أسرّة قسم أمراض الدم من 35 إلى 75 سريراً استجابةً للطلب المتزايد، لافتاً إلى أن المستشفى يستقبل يومياً ما بين 700 وألف مريض، منهم نحو 60% يحتاجون إلى العلاج الكيميائي الذي يتبعه العلاج الإشعاعي في هذا القسم. وأوضح أن القسم مجهز بأحدث المعدات الطبية، بما في ذلك المسرعات الخطية وأجهزة الكوبالت.
وزير التعليم العالي: بناء الشراكة مع القطاع الخاص لتحسين الخدمة
أكد الدكتور مروان الحلبي، وزير التعليم العالي، أن هذا المشروع يجسد دعم الدولة للقطاع الخاص بهدف تحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمجتمع والمرضى. وأوضح أن التعاون مع القطاع الخاص ساهم في إعادة تأهيل البنية التحتية وتزويدها بالمعدات اللازمة لتقديم خدمة طبية مميزة، مشيراً إلى صيانة جميع الأجهزة الطبية، بما فيها المسارع الخطي والأجهزة التشخيصية.
أعلن الوزير عن نية الوزارة توسيع نطاق الخدمات أفقياً من خلال وضع خارطة صحية وتعليمية شاملة لجميع المحافظات السورية، بهدف تقديم خدمة طبية عادلة ومتكافئة للجميع.
تشير البيانات إلى أن 70% من حالات السرطان في سوريا يتم تشخيصها في مراحل متقدمة. وبحسب تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، تحتل سوريا المركز الخامس بين دول غرب آسيا من حيث معدل الإصابة بالسرطان، حيث يسجل 196 حالة إصابة لكل 100,000 شخص، وحوالي 105 حالات وفاة لكل 100 ألف مصاب.