الخميس, 26 يونيو 2025 07:12 PM

عقيدة أم حدس؟ نظرة على طريقة تفكير ترامب في قرار قصف المواقع النووية الإيرانية

عقيدة أم حدس؟ نظرة على طريقة تفكير ترامب في قرار قصف المواقع النووية الإيرانية

عندما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف مواقع نووية إيرانية يوم الأحد بقاذفات بي-2، تجاوز تردده المعتاد في استخدام القوة العسكرية، ليجر الولايات المتحدة مباشرة إلى حرب خارجية ويثير قلق العديد من مؤيديه من أنصار مبدأ “أميركا أولاً”.

ويقول نائب الرئيس جيه.دي فانس إنَّ هناك اسماً لطريقة التفكير الكامنة وراء القرار وهو: عقيدة ترامب.

وحدد فانس عناصرها في تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء وهي التعبير عن مصلحة أميركية واضحة، ومحاولة حل المشكلة عبر الدبلوماسية، وإذا فشل ذلك، فعليك “استخدام القوة العسكرية الساحقة لحلها، ثم اخرج من هناك قبل أن يتحول الأمر إلى صراع طويل الأمد”.

ولكن تبدو العقيدة الجديدة بالنسبة لبعض المراقبين محاولة لتقديم إطار عمل منظم لوصف سياسة خارجية تبدو في كثير من الأحيان متباينة وغير متوقعة.

وقال المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر، وهو باحث كبير في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: “من الصعب بالنسبة لي أن أتعامل بجدية مع شيء يسمى ‘عقيدة ترامب'”.

وأضاف: “لا أعتقد أن ترامب لديه عقيدة. أعتقد أن ترامب يتبع حدسه وحسب”.

جاء قرار ترامب بالتدخل في الصراع بين إسرائيل وإيران بعدما قال الزعيم الأعلى علي خامنئي إنَّ طهران لن تتخلى عن قدرتها على تخصيب اليورانيوم. وبعد فترة وجيزة من القصف الأمريكي، أعلن ترامب عن وقف لإطلاق النار صمد في الغالب.

وأمس الأربعاء، تعهد ترامب مجدداً بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي وقال إنَّ المحادثات مع طهران ستستأنف الأسبوع المقبل. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي رداً على طلب للتعليق: “ترامب ونائب الرئيس فانس هما الفريق المثالي لأنهما يتشاركان نفس رؤية ‘السلام من خلال القوة’ للسياسة الخارجية”.

يواجه ترامب ضغوطاً لتفسير قراره بالتدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني. وكان فانس، الذي عبر في السابق عن تأييده لسياسة الانعزال، بمثابة أحد المبعوثين الرئيسيين للإدارة في هذه القضية.

ومما ساعد ترامب في كسب أصوات الناخبين قوله إنَّ الحروب “الغبية” التي قادتها واشنطن في العراق وأفغانستان أغرقت الولايات المتحدة في مستنقع، وإنه سيعمل على تجنب الدخول في ورطات خارجية.

والتزم بهذا التعهد في الغالب، مع بعض الاستثناءات تمثلت في استخدام القوة ضد الحوثيين الذين كانوا يشنون هجمات من اليمن هذا العام، وأوامره بقتل زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي في عام 2019 والقيادي بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في كانون الثاني/ يناير 2020.

لكن احتمال انجرار الولايات المتحدة إلى صراع طويل الأمد مع إيران أغضب الكثيرين في الجناح الانعزالي بالحزب الجمهوري، بمن فيهم مؤيدون بارزون لترامب مثل الخبير الاستراتيجي ستيف بانون والإعلامي المحافظ تاكر كارلسون.

وتعكس استطلاعات الرأي أيضاً قلقاً بالغاً بين الأميركيين بشأن ما قد يأتي بعد ذلك.

فقد عبر نحو 79 في المئة من الأمريكيين الذين شملهم استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس وانتهى يوم الاثنين عن قلقهم “من احتمال استهداف إيران للمدنيين الأمريكيين رداً على الغارات الجوية الأميركية”.

وقالت ميلاني سيسون وهي باحثة كبيرة في السياسة الخارجية في معهد بروكينغز إنَّ فانس يحاول على ما يبدو إرضاء الجناح اليميني لترامب من خلال “محاولة معرفة طريقة شرح كيف ولماذا يمكن للإدارة الأميركية تنفيذ عمل عسكري من دون أن يكون ذلك تمهيدا لحرب”.

وبالنسبة للبعض، تبدو “عقيدة ترامب” التي طرحها فانس حقيقية.

وقال كليفورد ماي مؤسس ورئيس مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات في واشنطن، وهي مؤسسة بحثية: “قدم فانس ملخصاً دقيقاً لنهج ترامب خلال الأيام القليلة الماضية تجاه الصراع في الشرق الأوسط”.

وأضاف: “قد يعتقد معظم المحللين الخارجيين، وبالتأكيد معظم المؤرخين، أن مصطلح ‘عقيدة’ قاصر. ولكن إذا ما بنى ترامب على هذا الاستخدام الناجح للقوة الأميركية، فستكون تلك عقيدة مروعة يتباهى بها ترامب”.

ومع ذلك، فإن استمرار إطار العمل الجديد سيعتمد على الأرجح على كيفية انتهاء الصراع الحالي.

بدورها، قالت ريبيكا ليسنر الخبيرة في مجلس العلاقات الخارجية إنَّ من السابق لأوانه “إعلان أن هذا كان نجاحاً باهراً أو أنه كان فشلاً استراتيجياً ذريعاً”.

وأضافت: “نحن بحاجة إلى أن نرى كيف ستمضي اليدبلوماسية وإلى أين سنصل في الواقع من حيث تقييد ووضوح وبقاء البرنامج النووي الإيراني”.

مشاركة المقال: