الخميس, 26 يونيو 2025 07:13 PM

دمشق: افتتاح قسم المزة في مستشفى البيروني الجامعي بتحديثات وتوسعات لخدمة مرضى الأورام

دمشق: افتتاح قسم المزة في مستشفى البيروني الجامعي بتحديثات وتوسعات لخدمة مرضى الأورام

افتتحت وزارتا التعليم العالي والصحة يوم الأربعاء 25 حزيران، قسم المزة التابع لمستشفى البيروني الجامعي، والمتخصص في العلاج الشعاعي، وذلك بعد إنجاز أعمال تأهيل وتوسعة شاملة. يهدف هذا التحديث إلى الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لمرضى الأورام وتخفيف الضغط على القسم الرئيسي في حرستا.

شملت أعمال المشروع تحديث البنية التحتية وتجهيز القسم بأحدث الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال أعداد أكبر من المرضى، وخاصة القادمين من المناطق الشمالية والبعيدة، بهدف تسريع وتيرة العلاج وتقليل فترات الانتظار.

قدم مدير عام مستشفى البيروني، الدكتور رضوان الأحمد، لمحة عن المستشفى، موضحًا أنها تتكون من قسمين، أحدهما في منطقة المزة، والقسم الرئيسي في حرستا. وأشار إلى أن المستشفى تستقبل يوميًا ما بين 700 إلى 1000 مريض أورام يتلقون خدمات علاجية وتشخيصية مجانية بالكامل.

أكد الدكتور الأحمد أن جهود تطوير القسم ساهمت في تقليل فترة انتظار المرضى للمعالجة الشعاعية من 4 إلى 6 أشهر إلى شهر واحد فقط، بينما يتم علاج الحالات الإسعافية خلال أسبوع واحد. وأضاف أن المستشفى تعمل كمركز علاجي وتشخيصي وأكاديمي متكامل.

من جانبه، صرح وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور مروان الحلبي، بأن مستشفى البيروني تعتبر ركيزة وطنية في علاج الأورام، مؤكدًا أن المشروع يجسد نموذجًا متقدمًا للشراكة بين الحكومة والجمعيات الوقفية. واعتبر أن افتتاح المستشفى يمثل خطوة هامة نحو تطوير البنية التحتية للمستشفيات الجامعية وتعزيز دورها التعليمي والعلاجي.

أضاف الدكتور الحلبي أن إنجاز العمل تم بكفاءة عالية دون التأثير على سير تقديم الخدمات الطبية، وأن المخرجات كانت متميزة، مما يؤكد كفاءة الكوادر والتخطيط المنهجي للعمل. وأشار إلى أن استراتيجية الوزارة تتجه نحو ربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني في كل ما يخدم تطوير الأداء الطبي.

كما أشار وزير التعليم إلى أن خطة الوزارة تتجه نحو التوسع الأفقي في الخدمات الطبية، وخاصة الخدمات النوعية في مجال الأورام، والتي تتميز بتوفر كوادر علمية متميزة في اختصاص الأورام في جميع المشافي، معربًا عن أمله في توسيع هذه الخدمات لتصل إلى كل مواطن بعدالة، وهو ما يمثل إحدى الرؤى الأساسية للحكومة.

بدوره، اعتبر وزير الصحة الدكتور مصعب العلي أن إعادة تأهيل القسم ورفع طاقته الاستيعابية يأتي في إطار توجه حكومي متكامل لتوفير خدمات صحية عادلة وشاملة لمرضى السرطان. وأوضح أن مرض السرطان لا يؤثر على الجسد فقط، بل يمتد أثره إلى نفسية المريض وعائلته، مؤكدًا أن الحكومة تعمل كفريق واحد لتقديم منظومة متكاملة من الدعم والرعاية.

خطة لمركز جديد للأورام بحلب

كشف وزير الصحة عن خطط لافتتاح مركز جديد للأورام في محافظة حلب، بالإضافة إلى مشروعات مستقبلية لتوسيع خدمات الأورام في عدد من المحافظات.

من جهته، أوضح رئيس جمعية الأمل الدكتور عبد الرحمن زينو، وهي الجمعية المشاركة في إعادة تأهيل المستشفى، أن التوسعة شملت أيضًا قسم الإقامة لمرضى السرطان، لتوفير إقامة مريحة ولائقة للمرضى القادمين من محافظات بعيدة، نظرًا لطبيعة العلاج الشعاعي الذي يستدعي الإقامة لفترات طويلة. وأشار إلى أن جمعية الأمل بدأت بتجهيز الكتلة الأولى من المستشفى النهاري، المخصصة للمرضى الذين يتلقون العلاج اليومي، مما سيسهم في تخفيف الازدحام وتسريع دورة العلاج.

في ختام الافتتاح، أكد المشاركون أن المشروع يمثل نقلة نوعية في خدمات علاج الأورام في سوريا، ويعكس رؤية حكومية متكاملة تقوم على التعاون الوثيق بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، لصالح المرضى والقطاع الصحي بشكل عام.

وفي تصريح سابق لعنب بلدي، قال مدير مستشفى “البيروني” الجامعي، الدكتور رضوان الأحمد، إن نقص المعدات والمستلزمات الطبية التي تواجهها المستشفى في حرستا يعود لعدة أسباب، أبرزها التحديات اللوجستية والاقتصادية التي تواجه القطاع الصحي بشكل عام، بالإضافة إلى صعوبات في تأمين المواد من الموردين نتيجة للعقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة سابقًا، وأيضًا ارتفاع تكاليف النقل والتخزين. وأوضح الأحمد أن الضغط الكبير على المستشفى باعتباره مركزًا رئيسًا لعلاج الأورام يزيد من الاستهلاك اليومي للمستلزمات. وأشار إلى أن تأمين الجرعات الكيماوية للمرضى يتم من خلال الاستجرار المركزي عن طريق وزارة الصحة حصرًا، والتي لم يتم حتى الآن استجرارها للأسباب المذكورة سابقًا.

أوضح الدكتور رضوان الأحمد، أن الجرعات الكيماوية يتم توزيعها على المرضى وفق خطط علاجية معتمدة داخل المستشفى بناء على معايير طبية محددة.

مشاركة المقال: