الجمعة, 27 يونيو 2025 07:26 AM

ضربة جديدة للسياحة الأردنية: تصاعد التوترات الإقليمية يعيد القطاع إلى نقطة الصفر

ضربة جديدة للسياحة الأردنية: تصاعد التوترات الإقليمية يعيد القطاع إلى نقطة الصفر

بعد فترة من التحسن النسبي، يواجه القطاع السياحي في الأردن انتكاسة جديدة بسبب تصاعد الأحداث في المنطقة. فبعد التعافي التدريجي الذي شهده الأردن وعودة السياح الأجانب، أدت الحرب بين إسرائيل وإيران إلى تدهور الأوضاع وعودة القطاع إلى مربع الأزمات.

يشهد القطاع السياحي في الأردن سلسلة من الأزمات في السنوات الأخيرة، بدءًا من جائحة كورونا، مروراً بالحرب في غزة، ووصولاً إلى التصعيد الإسرائيلي الإيراني الأخير، الذي أثر بشكل كبير على حجوزات السياح الأجانب.

يقول الدكتور سليمان الفرجات، رئيس إقليم البترا السابق وأستاذ الإدارة السياحية في الجامعة الأردنية، لـ"النهار"، إن الحرب بين إسرائيل وإيران ألقت بظلالها الثقيلة على السياحة الوافدة، خاصة في منطقة البترا التي تعتمد بشكل كبير على السياح الأجانب.

ويضيف الفرجات أن الأرقام السياحية بدأت في التراجع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وشهدت انخفاضًا ملحوظًا في أعداد الزوار. ويشير إلى أنه في شهر أيار/مايو الماضي، دخل أكثر من ألفي سائح في يوم واحد، وهو رقم ضئيل مقارنة بمواسم الذروة التي كانت تشهد دخول ما بين 4 إلى 5 آلاف سائح يوميًا. ويؤكد أن بدء الحرب بين إيران وإسرائيل أحبط آمال التعافي التي كانت معلقة على شهر أيلول/سبتمبر المقبل.

ويوضح الفرجات أن المعدلات الحالية لا تتجاوز 150 إلى 200 سائح يوميًا، محذرًا من أن استمرار الأوضاع على هذا النحو قد يؤدي إلى انهيار شبه كامل للقطاع. ويدعو إلى تنويع الأسواق السياحية وعدم الاعتماد فقط على السياحة الأجنبية، مع ضرورة الاهتمام بالسياحة المحلية، رغم التحديات التي تواجهها.

من جهته، يصف عبد الله الحسنات، رئيس جمعية أصحاب فنادق البترا، الوضع في البترا، إحدى أبرز وجهات السياح الأجانب ضمن "المثلث الذهبي" الذي يضم أيضاً العقبة ووادي رم، بأنه خالٍ تمامًا من النشاط السياحي، وأن نسبة الحجوزات في الفنادق وصلت إلى الصفر.

ويضيف الحسنات لـ"النهار" أن القطاع يعتمد بنسبة 95% على السياحة الأجنبية، وأن السياحة الداخلية ضعيفة جدًا. ويشير إلى أن تصاعد الأحداث في الإقليم أعاد القطاع إلى نقطة الصفر، محذرًا من أن استمرار الأزمة قد يجبر الفنادق على تسريح نحو 1600 موظف يعملون فيها.

وينتقد الحسنات وزارة السياحة، معتبرًا أن دورها لا يلامس الواقع، وأن الفنادق تمر بأزمة مستمرة منذ عام 2021، وتعتمد على القروض البنكية لتغطية الرواتب والتكاليف الأخرى. ويشير إلى أن عددًا من الفنادق أغلقت بالفعل بسبب تدهور الأوضاع، ويدعو إلى تدخل مباشر من الجهات الرسمية المعنية قبل أن تضطر فنادق البترا إلى الإغلاق وتسريح الموظفين.

وفيما يتعلق بالبحر الميت، الذي يعد وجهة بارزة أخرى للسياح الأجانب، فإن نسب الإشغال تتراوح بين 20 إلى 30% فقط، مع إلغاء عدد كبير من الحجوزات، مما يهدد مصير العديد من المنشآت السياحية والعاملين.

ويقول بسام جرادات، وهو مسؤول في أحد أبرز الفنادق في البحر الميت، إن نسب الإشغال شهدت تراجعًا حادًا، وتتراوح بين 5 – 20%، مع ارتفاع طفيف في عطلة نهاية الأسبوع لتصل في بعض الأحيان إلى 30%. ويضيف أن إلغاء الحجوزات يضر بسمعة البحر الميت كوجهة سياحية مستقرة، مما يجعل من الصعب استعادة تدفق السياح حتى بعد استقرار الأوضاع الأمنية في الإقليم.

وكانت وزيرة السياحة والآثار لينا عناب قد صرحت في وقت سابق بأن نسب إلغاء الحجوزات السياحية كبيرة جدًا وتراوحت بين 70% و 100% على الحجوزات الفورية، معتبرة أن حجم الإلغاءات الكبير متوقع بحكم عدم وضوح الأوضاع الراهنة والتصعيد العسكري الإسرائيلي – الإيراني.

مشاركة المقال: