الجمعة, 27 يونيو 2025 03:33 PM

بعد عقود من الغياب: حلب تستعيد نبضها الثقافي بمعرض دوري للكتاب

بعد عقود من الغياب: حلب تستعيد نبضها الثقافي بمعرض دوري للكتاب

حلب-سانا: انطلقت فعاليات "معرض حلب الدوري الأول للكتاب" في منتدى حلب عاصمة الثقافة بشارع القوتلي، مساء اليوم، في مبادرة تعكس الشوق إلى إحياء المشهد الثقافي في المدينة. المعرض هو ثمرة جهد مشترك بين دار الوثائق الورقية، مكتبة آغورا، مكتبة رفوف الكتب، ومتجر مليكا للكتب.

يستمر المعرض لمدة خمسة أيام، ويضم أكثر من 3000 عنوان تغطي مختلف المجالات الفكرية والأدبية والعلمية والدينية، بالإضافة إلى الروايات وكتب الأطفال، بأسعار تبدأ من 5 آلاف ليرة سورية. وتأتي هذه الخطوة كمحاولة جادة لإعادة حلب إلى مكانتها كمنارة ثقافية في المنطقة، بعد انقطاع دام أربعة عقود.

شهد الافتتاح حضوراً مميزاً من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي. وتضمن حفل الافتتاح توقيع المجموعة القصصية "لا شيء يستحق الذكر" للقاص معن العمر، تلاه أمسية موسيقية أحياها الفنان عابد حيلاني، حيث أمتع الحضور بألحان ومواويل حلبية أصيلة.

أكد المحامي محمود حمام، صاحب المنتدى، أن المعرض يمثل فضاءً للتفاعل وإعادة التلاحم المجتمعي، ويهدف إلى مداواة الذاكرة من خلال الكلمة والفن. كما أشار إلى أهمية موقع المنتدى الحيوي بين دور السينما والمسرح ومقر اتحاد الكتّاب.

من جانبه، أوضح المحامي علاء السيد، مؤسس دار الوثائق، أن هذا المعرض هو الأكبر من نوعه في المدينة منذ عقود. وأشار المهندس كرم الزيبق من مكتبة آغورا إلى أن المعرض يعيد كتباً كانت محرومة من التداول، ويتيح للقارئ فرصة اكتشاف أعمال عربية وعالمية متنوعة.

أشاد الزوار بتنوع العناوين وتوازن الأسعار، مؤكدين أن المعرض يقدم مزيجاً من الكتب الأدبية والعلمية وكتب الأطفال والروايات، مما يرضي مختلف الأذواق.

تتواصل الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض يومياً، وتشمل حفلات توقيع كتب وأمسيات ثقافية، من أبرزها: توقيع "الأمثال والهناهين" للباحث سامر أبو شالة، جلسة بعنوان "ذكريات صحفية حلبية" يقدمها الصحفي وضاح محيي الدين، وتوقيع كتاب "تاريخ تجارة حلب" للصحفي عز الدين النابلسي، إضافة إلى ثلاثية الكاتب خالد سليم عقيل.

يستقبل المعرض زواره يومياً من الساعة التاسعة صباحاً حتى الحادية عشرة مساءً، في دعوة مفتوحة لجميع أبناء المدينة وزوارها للاستمتاع بتجربة ثقافية غنية تعكس روح حلب الأصيلة وتعيد إليها صوتها الثقافي الدافئ.

مشاركة المقال: