السبت, 28 يونيو 2025 06:10 PM

حفل زفاف بيزوس في البندقية: هل هو عربدة الأثرياء الجدد أم استغلال لمدينة تاريخية؟

حفل زفاف بيزوس في البندقية: هل هو عربدة الأثرياء الجدد أم استغلال لمدينة تاريخية؟

تحولت مدينة البندقية، التي لطالما كانت رمزاً للفن والجمال والرومانسية، إلى مسرح لحفل زفاف أسطوري للملياردير جيف بيزوس وخطيبته لورين سانشيز، مما أثار جدلاً واسعاً حول استغلال المدينة الهشة واستعراض الثروة.

على مدى ثلاثة أيام، ستشهد البندقية توافد الأثرياء والنجوم، مثل إيفانكا ترامب وبيونسيه والكارديشيان وأوبرا، لحضور الاحتفالات التي تقدر تكلفتها بعشرات الملايين من الدولارات. وقد أثار هذا الحدث حفيظة سكان المدينة، الذين يرون فيه استغلالاً لمدينتهم وتحويلها إلى وجهة حصرية للأثرياء.

تعكس اللافتات المنتشرة في شوارع البندقية، مثل «لا مكان لبيزوس» و«فينيسيا لاند: ملعب يليق بأوليغارشية»، وحملة «إذا كنت تستطيع استئجار البندقية لزفافك، يمكنك إذن دفع المزيد من الضرائب»، التي أطلقتها «منظمة السلام الأخضر»، حالة الغضب تجاه الرأسمالية التي تستغل كل شيء كسلعة.

هذا الزفاف ليس مجرد حدث شخصي، بل هو تجسيد للفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء، حيث تتكدس الثروات في أيدي قلة قليلة. إنه يذكرنا بنمط الاستعراض الباذخ الذي أطلقه الرئيس ترامب، والذي يهدف إلى إظهار القوة والسلطة بطريقة فجة.

زفاف بيزوس، بكل تفاصيله المبالغ فيها، هو امتداد لهذا التوجه، وتأكيد على أن الثراء الفاحش لا يقتصر على الإنفاق الشخصي، بل يمتد إلى استعراض القوة والتأثير.

العلاقة الوثيقة بين بيزوس وإدارة ترامب، والتي تجسدت في حضور إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر، أضفت على هذا الزفاف بعداً سياسياً، حيث يرى البعض فيه امتداداً لمشروع النخبة التي تستعرض ثروتها على المسرح.

يثير هذا الزفاف تساؤلات حول الذوق والجماليات، حيث يبدو أن عصر ترامب قد دشّن حقبة جديدة من «الذوق الرديء»، يتم فيها استعراض الثروة بفجاجة وعدم تواضع.

في خضم هذا الاستعراض، تتراجع معاناة سكان البندقية، الذين يتضاءل عددهم في المركز التاريخي، بينما تتزايد أعداد الأسرّة الفندقية والشقق السياحية بشكل جنوني.

الاحتجاجات في المدينة ليست فقط ضد بيزوس كشخص، بل هي ضد نظام يرى في المدن التاريخية مجرد خلفيات للأحداث الفاخرة، ويستغل هشاشة هذه الأماكن لخدمة مصالح الأثرياء.

زفاف جيف بيزوس في البندقية ليس مجرد خبر عابر، بل هو رمز لطبقة جديدة من الأوليغارشية الرقمية، التي تجمع بين الثروة والنفوذ السياسي والذوق المبتذل، وتمر فوق أجساد العمال والمهمشين.

مشاركة المقال: